لا حديث في اوساط ساكنة الحي الصفيحي، دوار ابويه، التابع ترابيا، لعمالة عين السبع بالدار البيضاء، الذين هدمت براريكهم يوم الجمعة 20 يونيو، بامر من السلطات المحلية، الا عن مصيرهم وابنائهم، من خلال اعادة اسكانهم، توجس وتخوف كبير ينتابهم، بعد ان فقدوا السكن، الذي كان يأويهم منذ فترة طويلة، فتحول بعد الهدم الى سراب وتراب يتطاير كالدخان…
كانت لحظات الهدم مؤثرة جدا، بكاء وعويل على الفقد، عناق بين الجيران، الكل ينتحب، كثيرون جدا، تكاد لا تحصيهم، فيما عبر البعض، وهم قلة محظوظة، عن نجاتهم من وضع سكني بئيس، في انتظار الجديد والأجود…
الحديث عن القلق، الذي يساور الاغلبية من سكان دوار ابويه، ناتج، كما عبر اغلبهم، عن امكانية طول مدة الانتظار، تحت رحمة “صهد الكراء وغلاء المعيشة”، فالكل تحدث الينا عن مرارة فقدان السكن، وغياب الضمانات الكافية، كما عبروا عن ذلك، وهم ينتظرون”ريبوا لينا وقالوا لينا سيرو تكريوا، ولكن ماحاسينش بالوضع الصعب اللي تنعيشوا فيه، ما قادينش نكريوا، ما فحالناش والله اللي عالم بحالنا”
وردد اخرون”بغينا السلطات يشوفوا فينا بعين الرحمة، ويقربوا لينا الوقت باش نمشيوا نسكنوا في الشقق، اللي تيوجدوا لينا بلا ما نبقاو نعانيو هاكذا بالكراء في زمان الغلاء الفاحش والمعيشة الصعيبة”…
وردد اخرون “بغينا الكل يستافد على قدم المساواة، بلا تحيز، وبغينا السلطات تلتازم معنا، وتريحنا نفسيا وتخلينا مطمئنين، باراكا علينا غير معاناتنا”…
وطالب بعض السكان، ممن هدمت براريكهم، وحتى الذين مايزالون ينتظرون تهديمها سواء يوم الثلاثاء المقبل، او من سياتي عليهم الدور بعد ذلك، بأن تترجم وعود السلطات الى ارض الواقع، وفي الاتجاه الصحيح المعلن عنه، من طرفها، اذ اعلنت منذ فترة ان مشروع اعادة الاسكان لدوار ابويه، وايضا سيدي عبد الله بلحاح، هو بتراب عمالة مولاي رشيد، على مرمى حجر من مشروع الفضل, وبوسلهام.
ووسط هذا التذمر والقلق والخوف، الطبيعي جدا، الذي عبر عنه، سكان دوار ابويه، الذين هم في امس الحاجة اليوم الى اعادة الايواء قريبا جدا، اثيرت عدة تساؤلات من طرفهم لانهم، كما اكدوا، ينتظرون المجهول، ويطالبون بألا تطول مدة الانتظار، التي يمكن ان يستغرقها المقاول لتكون الشقق السكنية جاهزة،
والراجح ان تخوفاتهم، تظل منطقية، خصوصا وسط تكهنات البعض، ممن تشير اليهم اصابع الاتهام، والذين يروجون للاشاعات، التي تذمر السكان وتجعلهم في حضرة الم مضاعف، يفوق التصور، ما يجعل تواصل السلطات المختصة مع المواطن، احد الحلول الناجعة، لما يجري، بل حقا من حقوقهم الاساسية، وحتى لا تتغذى العقول من الاشاعات المغرضة.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.