استبشرت ساكنة تاهلة بإخراج مجموعة من المشاريع إلى حيز الوجود ، بعد توقف دام سنوات طويلة بأعذار واهية كانت مطية لمدبري الشأن المحلي ليعللوا ذلك بغياب تكاليف مالية لإنجاز مجموعة من المشاريع تهم البنية التحتية .
فمنذ بداية أشغال إعادة تأهيل الملعب البلدي بتاهلة الذي استمرت طيلة سنتين ونصف ، لازالت هذه الأشغال لم تنتهي بفعل التوقفات المستمرة ، ما جعل فريق الإتحاد الرياضي لكرة القدم المنضوي تحت لواء عصبة فاس مكناس يستقبل كل مباريات البطولة ( إياب ) بملعب واد أمليل ، الشيء الذي جعله يصارع للبقاء ضمن القسم الثالث ممتازة .
هذه التوقفات حسب مصادر جريدة النهار نيوز من داخل المجلس الجماعي ، مرده إلى عدم التزام المقاول الذي رست عليه صفقة التأهيل بالبنوذ المتفق عليه في دفتر التحملات ، و بعض المشاكل العالقة التي يعاني منها المقاول في عملية تدبير الشركة ، ما فسره البعض من مستشاري المعارضة بالشجرة التي تخفي الغابة إذا استحضرنا طريقة التنازلات التي يستفيد منها المقاول دون وجه حق ، وعدم متابعته حسب دفتر التحملات لاستكمال المشروع في وقته المحدد في سنة واحدة ، و اتخاد كل الإجراءات والتدابير القانونية في حقه بما فيها التغريم المالي ، وعدم التساهل في عملية فك الارتباط وإخضاع المشروع لصفقة جديدة .
عملية التباطؤ السلحفاتي انتقل من الملعب البلدي ليصل إلى القاعة المغطاة متعددة التخصصات بجوار ثانوية إعدادية المجد ، التي ما إن بدأت فيها الأشغال حتى توقفت في حدود حفر الأساسات ، دون أن تتدخل الجماعة لإماطة اللثام عن الأسباب الحقيقة لهذا التوقف المفاجيء الذي اعتبرته الساكنة استهتارا بحق شباب المنطقة ، الراغب في تفجير مواهبه الرياضية والثقافية بطرق أكاديمية ، تجنبا لغوصه في عالم المخدرات والإنحراف ، وتكريسا لفعل حق المواطن في المعلومة ، كان لزاما عدم حجب مآلات هذه التأخيرات في تنزيل هذه المشاريع في وقتها المحدد عن المواطن ، لمعرفة الأسباب الحقيقة التي تفرمل الأشغال منذ بدايتها ، إذ لا يعقل ونحن مقبلون على تنظيم أكبر الملتقيات الرياضية العالمية التي بإمكانها ان تعطي صورة مخالفة لما يخاله العالم عن بلادنا ، أن يتلكأ من بيدهم أمر تدبير الشأن المحلي على التعامل مع المواطنين بطريقة تعبر عن مدى قصورهم في التفاعل الإيجابي مع الساكنة ، وعدم فهمهم للمتغيرات التي تُرسّخ لمبدأ إشاعة المعلومة للحد من التأويلات .
فبالإضافة إلى توقف هذه المشاريع تتساءل الساكنة في هذه الجماعة عن مآل مشاريع أخرى تمت برمجتها والإتفاق عليها بالإجماع في دورات المجلس ، تهم حديقة عين الشهبة التي تسرب تصميمها للعموم دون حتى مجرد إعلام مقتضب يعطي انطباعا جيدا على أنها في طريق التشييد ، ومآل أرض المقبرة التي تفشى خبر تغييرها إلى أرض تم اقتنائها من الخواص ، نظرا لامتلاء المقبرة الوحيدة عن آخرها وأصبحت عملية دفن الموتى تؤرق بال الساكنة الذين يحفرون قبرا قديما يحوي رفاة تعود لعشرات السنين لتتم عملية الدفن مع طمر العظام المستخرجة ، حتى أصبح يتردد خبر اقتناء أرض جديدة ليتم تكذيب الخبر بعد مرور آيام قلائل ، في غياب من يتساهل من الملاكين لأراضي شاسعة على أطراف المدينة حسب نفس المصدر لبيعها للجماعة بثمن مناسب ، على اعتبار أن هذه الأراضي ستتحول إلى مقبرة ، بديلا عن الأولى الممتلئة عن آخرها ، وبين من يفنذ ادعاء تملكها لصالح الجماعة ومن يؤكد الخبر لازالت المقبرة الوحيد تستقبل مزيدا من رفاة الموتى يتم دفنهم إما في قبور قديمة ، أو حشرهم في حيز ضيق بين القبور دون احترام لقدسية المكان .
هذه مشاهد قصيرة عما تعانيه هذه البلدة المسماة تجاوزا ( مدينة ) الذي أطلق عليها أحد الظرفاء من سكانها القدامى مدينة المتقاعدين ، لأنها تحولت فعلا في السنوات الأخيرة إلى ملاذ مفضل مرغوب فيه لعيش المتقاعدين العسكريين لما تمتلكه من مؤهلات طبيعية تضفي عليها جمالية خاصة بنكهة الهدوء والسكينة ، وقضاء بقية سنوات العمر .
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.