في كل أزمة يعيشها المغرب، لا تفوت بعض المنابر الإعلامية الجزائرية الفرصة لمحاولة الإساءة إليه، مستغلةً مأساة زلزال الحوز في حملة دعائية رخيصة. فقد تداولت هذه المنابر مقاطع فيديو تزعم أن أوضاع المتضررين أسوأ من ظروف المحتجزين في مخيمات تندوف، متجاهلة أن هؤلاء المحتجزين يعانون من الحرمان والتجويع والقمع لأزيد من أربعة عقود، دون أي أفق لحياة كريمة. والمفارقة أن من يروّج لهذه الادعاءات هو نفسه من يرفض السماح للمجتمع الدولي بمعاينة الأوضاع المزرية في تلك المخيمات، حيث تُنتهك حقوق الإنسان يوميًا تحت سمع وبصر النظام الجزائري.
إننا، كمغاربة، قد ننتقد أوضاعنا من منطلق السعي إلى الأفضل، لكننا لا نقبل أن تكون مآسينا مادةً للمزايدات الرخيصة. وكما قال الشاعر:
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة
وأهلي وإن ضنّوا عليّ كرام
نحن ننتقد وطننا حبًا فيه، لا كراهية له، ونطمح إلى الأفضل من داخله، لا عبر تهليل خصومه. والمغرب، بشموخه وثباته، لا يحتاج إلى شهادة من نظام مأزوم، شغله الشاغل تصدير أزماته إلى الآخرين بدل مواجهة واقعه المتردي. كما أن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، يواصل إعادة إعمار المناطق المتضررة وفق خطة تنموية متكاملة، بعيدًا عن الدعاية والمغالطات التي يحاول خصومه تسويقها. وإذا كانت الجزائر تظن أن حملاتها الإعلامية ستؤثر على وحدة المغاربة وتضامنهم في الأوقات العصيبة، فهي واهمة، لأن المغرب أكبر من أن تهزه أقاويل نظام مأزوم يحاول التغطية على إخفاقاته الداخلية بتصدير الأكاذيب.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.