لم يكن إقليم الحوز مجرد محطة عابرة في المسار السياسي لعزيز أخنوش، بل كان أحد أهم قلاعه الانتخابية، حيث منح لحزبه التجمع الوطني للأحرار أكبر عدد من الأصوات على مستوى الأقاليم في الانتخابات الأخيرة. غير أن هذا الرصيد السياسي لم يشفع لساكنة الحوز عندما ضربها الزلزال، فلم يجدوا أمامهم سوى التضامن الشعبي والمجهودات المحلية، بينما اختفى أخنوش وحزبه عن الأنظار في لحظة مفصلية كان فيها أبناء الإقليم بأمسّ الحاجة لمن وعدهم بالتنمية والتغيير.
قبل الزلزال، لم يكن أخنوش يغيب عن الحوز، بل أطلق حملته الانتخابية من قلب الإقليم، وتنقل بين الجماعات والقرى مستعرضًا وعوده بإنعاش المنطقة وجعلها نموذجًا للتنمية القروية. لكن عندما حلّت الكارثة، بدا وكأن تلك الوعود ذهبت أدراج الرياح، ولم يكن له أي أثر فعلي في دعم الساكنة خلال المحنة. غابت الحكومة التي يقودها، وغاب حزب التجمع الوطني للأحرار، تاركين المجال للمبادرات الفردية والمتطوعين الذين ملأوا الفراغ الذي خلفه المتنصلون من مسؤولياتهم.
الزلزال لم يدمّر فقط البيوت والطرقات، بل هدم أيضًا الصورة التي سعى أخنوش إلى بنائها عن نفسه كرجل القرب والتنمية. ولقد أثبتت الكارثة أن الرصيد الانتخابي الذي جمعه من الحوز لم يكن سوى رقم في صناديق الاقتراع، سرعان ما تلاشى أمام أول اختبار حقيقي لمدى التزامه بقضايا المواطنين. فهل كان أخنوش يرى في الحوز مجرد خزان انتخابي مؤقت، لا يستحق الدعم حين تأتي ساعة الحقيقة؟
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.