النهار نيوز المغربية:ع الرزاق توجاني
تُعد التظاهرات الرياضية العالمية من أهم الوسائل التي تساهم في تعزيز مكانة المدن عالميًا، حيث تُعتبر فرصة ذهبية لإبراز البنيات التحتية، المساحات الخضراء، المرافق الصحية، والجوانب الحضارية والثقافية للمدينة المستضيفة. إلا أن ماراثون مراكش الأخير أثار جدلًا واسعًا، حيث تحول من مناسبة رياضية عالمية إلى حدث أثار تساؤلات عميقة حول الصورة الحقيقية للمدينة.
في الوقت الذي كان يُنتظر فيه أن يُبرز الماراثون الوجه الحضاري المشرق لمراكش، جاءت الصور المتداولة لتكشف واقعًا مغايرًا، أثار استياء الساكنة والمتابعين على حد سواء. تلك الصور التي انتشرت كالنار في الهشيم على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لم تكن سوى مرآة لواقع مليء بالتناقضات. بدلًا من تعزيز الإشعاع، أظهرت الصور مظاهر الإهمال، سوء التنظيم، وغياب الرؤية الاستراتيجية في تقديم مراكش كمدينة عالمية تستحق مكانتها.
المشكلة لا تكمن فقط في تلك الصورة المشوهة، بل في أننا نحن – أبناء هذه المدينة – من ساهمنا، عن قصد أو غير قصد، في تقديم هذا المشهد للعالم. الأمر الذي يُعدّ أكثر إيلامًا هو غياب أي رد فعل رسمي أو فتح تحقيق جدي في هذه “الفضيحة” التي تسيء لمكانة مراكش محليًا ودوليًا.
إذا استمر التهاون في معالجة مثل هذه الأحداث، فإننا أمام خطر دائم لتكرار نفس الأخطاء. ويظل التساؤل مطروحًا: هل الهدف من تنظيم هذه التظاهرات هو إظهار الوجه الحقيقي للمدينة بكل عيوبه، أم أن هناك حاجة ملحّة لإعادة النظر في الأولويات وإصلاح ما يمكن إصلاحه؟
في النهاية، إذا لم تتحمل الجهات المسؤولة دورها في فتح تحقيق جدي ومحاسبة المسؤولين عن هذه الصورة “الخادشة”، فلن يبقى لنا سوى أن نردد بحسرة: “البلاد مشات احمادي”.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.