متابعة : قديري سليمان
صراحة الفن الشعبي هو موروث ثقافي اصيل، له قواعد فنية مميزة ، يجب احترامها اثناء عملية الإلقاء شريطة الارتباط الوثيق بتناسق الصوت مع الموسيقى، وكذلك الأحبال الصوتية لكي تكتمل الوصلة الغنائية ، واذا عرجنا عن مواضيع الأغنية الشعبية الثوراتية، إنها كانت تحمل في طياتها مواضيع هادفة خرجت إلى حيز الوجود عن طريق الحكي الغنائي، وهنا لابد أن نستحضر أغنية “خربوشة ”
“أغنية القائد العيادي ”
“أغنية القائد سعيسى ”
إنها أغاني استخصرت لنا وقائع حية بصيغ جميلة منبثقة من الواقع المغربي المعاش، وخصوصا فترة تواجد الاستعمار الفرنسي بالمغرب، وكذلك ردة فعل المغاربة اتجاه هذا المستعمر الغاشم ، وغيرها من المواقف الصعبة ، ان الاغنية الشعبية كانت تحكي ، وتدون لقضايا وطنية اجتماعية صرفة مرت منها بعض رجالات المقاومة، مثل “علال بن عبد الله” وهنا نستحضر اغنية للستاتي عبد العزيز، وبالتالي فالأغنية الشعبية هي موروث ثقافي صرف تاريخي لايستهان به، كان من الواجب حضور مختصين في المجال امثال “حسن نجمي ” الذي اعطى الشيء الكثير في مناقشة مواضيع الثرات الشعبي وخصوصا الأغنية الشعبية القديمة.
ان غياب أهل الاختصاص، يجعل البرنامج ضعيفا للغاية ، فلا يمكن لأي عازف أن يتخذ صفحة حكما ضمن اللجنة، الا في حالة إذا كان مثقفا لديه محاضرات، وابحاثا مهمة في هذآ الشأن، وبخصوص لجنة التحكيم هناك حجيب هو الوحيد الذي يتوفر على بعض ضوابط الفن الشعبي بما فيها معالم فن العيطة ، لأنه اخذ ذلك عن الباحث الكبير “حسن نجمي ” والمتخصص في المجال، أما البقية الحاضرة لست ادري ؟!
وبالتالي كان لابد من حضور الدكتور والاعلامي “نسيم حداد” ضمن لجنة التحكيم، لكي يتخذ البرنامج طريقه الصحيح، اما الخبط العشوائي على الزر هذا لايشرف الأغنية الشعبية، ولا يخدم المواهب المشاركة في البرنامج الفني الذي تدور أطواره حاليا على فضاء شاشتنا العزيزة
وفي الختام لا يفوتني بأن استحضر قولة شهيرة:
إذا اسندت الأمور إلى غير أهلها فانتظر الساعة ايها الجمهور الكريم، ليبقى ذلك أشبه بمواقف روتيني اليومي، وبالتالي نحن نريد ان نخرج من هذا الواقع الخبيث.
“فلا تجعلونا عبرة مرتين ”
كما قال الشاعر الراحل محمود درويش.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
