النهار نيوز المغربية: ع الرزاق توجاني
تُعتبر المدرسة مؤسسة أساسية في بناء شخصية الطفل وتنمية معارفه ومهاراته. ومع ذلك، تعاني بعض المؤسسات التعليمية من ظاهرة خطيرة تهدد استقرار العملية التربوية وهي إخراج التلاميذ من المدرسة عند غياب الأستاذ. هذه الظاهرة تتجاوز كونها إجراءً تنظيمياً لتُصبح مصدر قلق اجتماعي وتربوي له أبعاد خطيرة على التلاميذ وأسرهم والمجتمع ككل.
في العديد من المدارس، لا توجد خطط بديلة للتعامل مع غياب المعلمين، مما يدفع الإدارة إلى إخراج التلاميذ لتجنب الفوضى داخل المدرسة.
ضعف الإشراف التربوي:
عدم وجود عدد كافٍ من المشرفين لتأمين الأنشطة أو الإشراف على التلاميذ أثناء غياب الأساتذة يجعل إخراجهم الحل الأسهل.
بعض الإدارات لا تدرك خطورة ترك التلاميذ خارج المدرسة، حيث يُعتقد أن القرار هو الحل الأمثل للحد من التوتر داخل المؤسسة.
التأثيرات السلبية للظاهرة
خروج التلاميذ من المدرسة يعرضهم لمخاطر متعددة مثل الإغراءات بالمخدرات، السرقة، أو الانضمام إلى مجموعات ذات سلوكيات منحرفة. البيئة الخارجية غالباً ما تكون غير آمنة وتفتقر للرقابة.
ضياع ثقة أولياء الأمور:
يثق الآباء بأن أبناءهم داخل المدرسة، ولكن اكتشاف خروجهم يعزز شعور الخيانة تجاه المؤسسة التعليمية ويُفقد الثقة في قدرتها على حماية أبنائهم.
الانقطاع المتكرر عن الدراسة بسبب غياب المعلمين يؤدي إلى تراجع التحصيل الدراسي، وفقدان الانضباط لدى التلاميذ، مما يهدد مستقبلهم الأكاديمي.
وجود التلاميذ خارج المدرسة قد يُشجعهم على تبني عادات سيئة مثل التدخين أو ممارسة أعمال تخريبية، نتيجة الاحتكاك بأفراد غير مسؤولين.
على أولياء الأمور مراقبة أبنائهم والتأكد من التزامهم بالدوام المدرسي. يجب تعزيز الحوار مع إدارة المدرسة ومتابعة الحضور اليومي للتلاميذ.
من الضروري أن تضع المدارس خططاً طارئة عند غياب المعلمين، مثل تنظيم أنشطة رياضية، ثقافية، أو تعليمية، بدلاً من إخراج التلاميذ.
وجود مشرفين اجتماعيين داخل المدرسة يمكن أن يُساهم في توجيه الطلاب وحمايتهم في الأوقات الطارئة.
يُمكن تنظيم دورات توعية للتلاميذ لتوضيح مخاطر الانحراف والتواجد خارج المدرسة دون رقابة، مع تعزيز قيم الالتزام والانضباط.
وضع سياسات إدارية صارمة:
يجب منع إخراج التلاميذ من المدرسة لأي سبب، مع إلزام المؤسسات بتوفير حلول داخلية في حالات الطوارئ.
يمكن إشراك جمعيات المجتمع المدني لتنظيم أنشطة موازية تساعد التلاميذ على قضاء وقتهم بشكل مفيد.
تطوير البنية التحتية للمدارس:
يجب إنشاء أماكن آمنة داخل المدارس لانتظار التلاميذ أو ممارسة أنشطة مفيدة أثناء غياب المعلمين.
تعزيز المساءلة الإدارية:
الجهات المسؤولة عن التعليم مطالبة بمتابعة أداء الإدارات المدرسية ومعاقبة أي تقصير قد يعرض التلاميذ للخطر.
إن استمرار ظاهرة إخراج التلاميذ عند غياب الأستاذ يشكل تهديداً حقيقياً للمجتمع، حيث يؤدي إلى انحراف التلاميذ وتعريضهم لمخاطر الشارع. التعاون بين أولياء الأمور، الإدارات المدرسية، والمجتمع المدني هو السبيل الأمثل لحل هذه المشكلة. فالمدرسة ليست فقط مكاناً للتعلم، بل هي أيضاً ملاذ آمن يحمي الأطفال ويبني مستقبلهم.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.