فكري ولدعلي
بعد سلسلة من الحملات الأمنية والإجراءات الرامية إلى شد الخناق على أباطرة المخدرات من طرف أمن تطوان، عمدت بعض شبكات الإتجار الدولي في المخدرات إلى نهج أسلوب التشهير الالكتروني للنيل من رجال الحموشي على مستوى ولاية أمن تطوان، بتآزر مع شرطيين فاسدين، في محاولة للتأثير عليهم وعلى سمعتهم من خلال بث معلومات كيدية عبر مواقع وصفحات الكترونية
وفي هذا السياق لاحظ الرأي العام المحلي والوطن، ومعه عدد من المشتغلين والمهتمين بالمجال الإعلامي والأمني، كيف تناسلت أخيرا الإشاعات والمعلومات الكاذبة والأخبار الزائفة في بعض الصفحات بمواقع التواصل الاجتماعي والحسابات الوهمية او المجهولة، واغلبها خارج المغرب، التي يعمد أصحابها باستمرار إلى التشهير، بالدرجة الأولى، بالمؤسسة الأمنية وببعض مسؤوليها المحليين أو الجهويين على مستوى ولاية أمن تطوان التي بصمت عملها في السنوات الاخيرة بمحاربة “جرائم الحدود” .
وحسب العديد من المتتبعين لهذه الظاهرة، فإن الصفحات والحسابات الالكترونية المعنية بهذا النوع من المحتوى جاءت في سياق اتسم بنوع من الصرامة التي أبدتها السلطات الأمنية بمدينة تطوان مع تجار المخدرات وشبكات التهريب الدولي بالسواحل الشمالية للمملكة وعلى الحدود مع الضفة الشمالية، وهي الشبكات التي تضررت بفعل الخناق الذي ضربته عليها بقوة، هذه الأجهزة، حيث تمكنت من تفكيك العديد من الشبكات التي تنشط في هذا الإطار.
وكان العديد من المتتبعين للشأن الأمني بمنطقة الشمال، ومدينة تطوان بالخصوص، قد رصدوا بعض الصفحات الوهمية والمجهولة، بمواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك ضمن مجموعات المحادثات والدردشة عبر تطبيقات التراسل الفوري، كالواتساب مثلا، تحاول النيل من مسؤولين أمنيين بارزين عرفوا بالنزاهة، الجدية، الصرامة المهنية، والخبرة الأمنية التي أطاحت بأباطرة مخدرات وشبكات عابرة للبحار في الشمال، وكانت بالمرصاد لمستعملي الحدود من أجل أغراض غير قانونية، من شأنها ان زعزعة الاستقرار الأمني والاجتماعي بالمنطقة.
وأشار هؤلاء المتتبعين إلى أن الأجهزة الامنية، برئاسة والي أمن تطوان محمد لوليدي، قادت في الفترة الأخيرة عمليات واسعة على مجموعة من الأفراد يتزعمون شبكات تهريب المخدرات بسواحل إقليمي تطوان والمضيق- الفنيدق أسفرت عن توقيف بعض المطلوبين للعدالة على خلفية الاتجار وترويج المخدرات فعمدوا إلى نهج أسلوب ممارسة أعمال الابتزاز تجاه مسؤولسن أمنيين من خلال صفحات بمواقع التواصل الإجتماعي، بغرض التشهير بهؤلاء المسؤولين المعروفين بالصرامة والتفاني في خدمة الشأن الأمني.
وأكد بعض الخبراء بالشأن الأمني أن الابتزاز الإلكتروني والتشهير عبر فضاءات التواصل الاجتماعي في حق مسؤولين مغااربة، خاصة الذين يرأسون الأجهزة الأمنية، أصبح ظاهرة يلجأ إليها بعض المشبوهين الذين اتخذوا من دول المهجر قاعدة ل”أعمالهم” حيث تجد أغلبهم فارين من العدالة المغربية أو عملاء لدول معادية للوحدة الوطنية وتسعى إلى النيل من الاستقرار الأمني الذي ينعم به المغرب.
وأضاف هؤلاء المتتبعين أن بعض الجهات وشبكات ترويج المخدرات التي تعرضت للتفكيك والمتضررة من هذه العمليات الأمنية الحازمة حاولت شن حملات تشهيرية على المسؤولين الأمنيين بهدف تغليط الرأي العام المحلي والوطني وتوجيه الا نتباه إلى مواضيع هامشية مختلقة في محاولة لاستهداف المجهودات التي تقوم بها مصالح الأمن في مجال محاربة الاتجار في المخدرات وترويجها.
ووقف هؤلاء الخبراء عند جملة من المعطيات التي تفسر هذا الاستنتاج ومن بينها أن حملات التشهير تتزامن مع كل “ضرر” يصيب شبكات متزعمي الأعمال غير القانونية، أي مع اعتقال بعض منفذي عمليات الاتجار في المخدرات، وأيضا أن من يقف وراء هذه الحملات الإلكترونية جهات لم تعلن عن هويتها كما انها تقوم بترويج معطيات خاطئة وبلغة فيها التعويم والإثارة دون تقديم أدلة أو سندات تؤكد ادعاءاتهم ، مما يؤكد أن الأمر لا يتجاوز الإشاعات بغرض المس والتشكيك في مهنية ونزاهة بعض الشخصيات الأمنبة المعروفة بالإنضباط المهني والأخلاقي.
وأورد البعض من هؤلاء المتتبعين نموذجا من الخرجة المشبوهة التي قام بها أخيرا المدعو ”اجريندو/ التحدي” الذي يصفه البعض ب “معتقل الوهم” حيث جعل من إحدى الدول الأمريكية منصة لأعماله التشهيرية من خلال حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث يحاول تغليط وتوجيه الرأي العام من أجل النيل من المجهودات التي يقوم بها والي أمن تطوان لمحاربة الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات بشتى أصنافها.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.