الْحُكْمِ لِمَنْ غَلَبَ…!!

voltus1 سبتمبر 2023Last Update :
محمد سعد عبد اللطیف

الْحُكْمِ لِمَنْ غَلَبَ…!

بِقَلَمِ :مُحَمَّدُ سَعْدِ عَبْدِ اللَّطِيفِ .مِصْرَ،

الصِّرَاعُ عَلِي السُّلْطَةَ فِي دَوْلَةِ الْمَمَالِيكِ الْبَحْرِيَّةِ ..!

مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ أَدَمَ عِلْيَةَ السَّلَامِ ،تَعِيشُ الْبَشَرِيَّةُ فِي صِرَاعٍ دَائِمٍ مَنْ يَمْتَلِكُ الْمَلِكَ وَالسُّلْطَةَ وَالْقُوَّةَ .وَمِنْ بِدَايَةِ الْخَلْقِ كَانَتْ قِصَّةَ” هَابِيلَ وَقَابِيلَ” ..

“يُولَدُ الْإِنْسَانُ لَا شَىْءَ وَيُرِيدُ بَعْدَ ذَلِكَ كُلَّ شَىْءٍ وَيَرْحَلُ بِلَا شَىْءٍ ” هَذَا خَلْقُ اللَّهِ اسْتَطَاعَ الْمُفَكِّرَ وَالْفَيْلَسُوفَ وَالْبَاحِثَ الْمِصْرِيَّ الدُّكْتُورُ /يُوسُفُ زِيدَانَ / فِي كِتَابَةِ《 الْوَرَّاقِ》 أَنْ يَخُوصَ فِي التُّرَاثِ فِي نِهَايَةِ عَصْرِ الدَّوْلَةِ الْايُوبِيَّةِ وَقَتْلِ أَخَّرَ مُلُوكِهَا..(تُورَانْ شَاةٌ).مَطْعُونًا .حَرِيقًا. غَرِيقًا “فِي النِّيلِ فِي مَدِينَةِ فَارْسِكُورْ بِالْقُرْبِ مِنْ نَهْرِ النِّيلِ .وَهَنَّأَ اتَوَقَّفَ عِنْدَ دِرَاسَتَيْ الْجَامِعِيَّةِ .حَيْثُ كَانَ مُقَرَّرٌ عَلَيْنَا فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ فِي الْكُلِّيَّةِ دِرَاسَةَ التَّارِيخِ” السِّيَاسِيِّ وَالْعَسْكَرِيِّ وَالِاجْتِمَاعِيِّ” لِلدَّوْلَةِ الَّايُوبِيَّةِ وَدَوْلَةِ الْمَمَالِيكِ وَالسَّلَاطِينِ .مُنْذُ ظُهُورِ( صَلَاحِ الدِّينِ الْأَيُّوبِي) عَلِي مَسْرَحَ الْأَحْدَاثِ فِي شَمَالِ الْعِرَاقِ حَتِّي وَفَاةِ تُورَانْ شَاةَ ،وَبِدَايَةَ ظُهُورِ دَوْلَةِ الْمَمَالِيكِ الْبَحْرِيَّةِ عَلَيَّ يَدَ “عِزِّ الدِّينِ أَيْبَكْ” ..وَفِي نَفْسِ الْعَامِ حَصَلَ اسْتَاذِي الدُّكْتُورُ /قَاسِمُ عَبْدَةَ قَاسِمِ عَلِي وِسَامِ الْجُمْهُورِيَّةِ فِي الْعُلُومِ الْإِنْسَانِيَّةِ مِنْ الطَّبَقَةِ الْأَوَّلِيِّ عَنْ كِتَابَةِ الدَّوْلَةِ الْايُوبِيَّةِ وَدَوْلَةِ الْمَمَالِيكِ وَالسَّلَاطِينِ .يَأْخُذُنَا الْمُثِيرَ لِلْجَدَلِ:يُوسُفُ زِيدَانَ / فِي كِتَابَةِ《 الْوَرَّاقِ》 قَاعِدَةٌ : الْحُكْمُ لِمَنْ غَلَبَ .

بَعْدَ أَنْ اسْتَقَامَ حَالُ السُّلْطَةِ وَالْمِلْكُ لِلْأَمِيرِ «أَيْبَكْ» وَتَمَكَّنَ، اغْتَاظَ مِنْ سَطْوَةِ زَوْجَتِهِ شَجَرَةَ الدُّرِّ ” أُمِّ خَلِيلٍ ” وَتَدْخُلُهَا فِي شُئُونِ الْحُكْمِ، ثُمَّ إِنَّهُ أَرَادَ الزَّوَاجَ مِنْ ابْنَةِ أَمِيرِ الْمَوْصِلِ ( بَدْرِ الدِّينِ لُؤْلُؤٍ ) الَّتِي قِيلَ إِنَّهَا سَاحِرَةُ الْحُسَنِ فَلَمَّا شَرَعَ فِي إِتْمَامِ الزِّيجَةِ لِيَكُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ ثَلَاثُ زَوْجَاتٍ. حَاشَا الْجَوَارِي .

 

ثَارَ غَيْظُ ” شَجَرُ الدُّرِّ ” فَقَتَلَتْهُ غِيلَةً وَمَكْرًا، مِثْلَمَا قُتِلَ هُوَ ” أَقْطَايٌ ” غِيلَةً وَمَكْرًا، مِثْلَمَا قَتَلَ أَقْطَايَ حِصْنِ الدِّينِ ثَعْلَبَ غِيلَةً وَمَكْرًا.. فَلَمَّا قَتَلَ «أَيْبُكَ» عَلَى يَدِ شَجَرَةِ الدُّرِّ «أُمُّ خَلِيلٍ» اغْتَاظَتْ مِنْهَا زَوْجَتُهُ الْأُولَى ” أُمُّ عَلِيٍّ ” وَنَقَمَ عَلَيْهَا فُرْسَانُهُ فَتَعَاهَدُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ عَلَى النِّيلِ مِنْ شَجَرَةِ الدُّرِّ .

 

وَقَدْ انْتَقَمَ الْمَمَالِيكُ الْمُعْزِيَّةُ، بِقِيَادَةِ أَمِيرِهِمْ قُطَزٌ مِنْ شَجَرَةِ الدُّرِّ شَرَّ انْتِقَامٍ وَفَعَلُوا بِجُثْمَانِهَا بَعْدَ قَتْلِهَا غِيلَةً، مَا فَعَلَتْهُ هِيَ سَابِقًا بِجُثَّةِ كَبِيرِهِمْ الْمَغْدُورِ بِهِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ جَلَسَ كَبِيرُهُمْ ( قُطَزَ ) عَلَى عَرْشِ مِصْرَ اسْتِنَادًا إِلَى قَاعِدَةِ الْحُكْمِ لِمَنْ غَلَبَ.

 

وَعَقِبَ مَوْقِعَةِ عَيْنِ جَالُوتَ وَكَمَا هُوَ مَعْهُودٌ مِنْ الْمَمَالِيكِ قُتِلَ بَيبَرْسُ ” قُطْزَ ” غِيلَةً وَمَكْرًا لِأَنَّهُ تَوَجَّسَ مِنْهُ، فَقَالَ أُمَرَاءُ الْمَمَالِيكِ وَكِبَارُ فُرْسَانِهِمْ لِبَيبَرْسَ : اجْلِسْ عَلَى الْعَرْشِ مَكَانَ السُّلْطَانِ الْمَقْتُولِ فَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ ” الْحُكْمُ لِمَنْ غَلَبَ ”

محمد سعد عبد اللطيف كاتب وباحث مصري في علم الجغرافيا السياسية “


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading