بقلم عبد المجيد موميروس
و قد خلقَني الخالقُ الأَعْظمُ، كَائِنًا حَيًّا مَغْربِيًّا، حُرًّا أَطْلَسِيًّا. لِكَيْ؛ يُحْيِينِي على توحيد الله، فَأعيشَ مُنْتَصِرا لِقضايا وَطني الحبيب. هذا المغرب الجميل، الذي يعايش زمن الطفرة الديبلوماسية الكاشفة. و مَالَهَا؛ دُوغْمائِيّةُ الأَشِقاءِ الحُصَلَاءِ؟!. لَقَد تَجَاوَزْنَاهَا، بِمَسَافَة السِّنِين الضوئية. بعد أن؛ حاصرتِ المخيالَ الشعبي، بتَعريبِ العُنفِ و التَّطرفِ، و أسْلمَة الإسْتِبداد كما التَّخًلّفِ.
فَلَوَيحَها؛ تِلْكُمُ المُضَغُ المُتَحَلِّلَة، التي تستبسلُ في لَغْوِهَا المُراهِق. هكذا إجحافا من الأشقاء الحُصَلاءِ؛ في حق الديبلوماسة العلوية الظافرة، و إنْجازاتها المُنتصِرة لمصالح المملكة المغربية العليا، و قضيتها الوطنية الأولى. و لقد أجرمَتْ؛ أخُوَّة الحُصَلَاء فيما مضى، لمّا بَرَعَت في حفر أخاديد الإنقسام الفلسطيني الداخلي. و حينما؛ أفتَت بشرعنة الإقتتال الطائفي و المذهبي، بين فصائل فلسطينية مُتَشَرْذِمَة. تماما؛ حتى جعلت أفئدة منظمة التحرير هواءً، إذ فيه الفصائل لاهثةٌ خلف السراب. بعدما؛ لم تَعْتَمِد مبدأ النأي بالقضية الفلسطينية، عن مُخاتَلات التدخل في شؤون و مصالح الشعوب الشقيقة. من حيث أن السواد الأقتْم، من كارتيلاتها المسلحة. كَلَّا و لم يعترف قَطُّ، بسيادة المملكة المغربية على صحرائها العزيزة. بل؛ أن منها ميليشيات مُتَطَرِّفة، لهِي الآن في معرض التَّشَدُق، بصريح العداء لوحدة الثغور المغربية التاريخية.
و قد تَنْشَطُ معها، رَجْعِيةُ القَدامة البالية. صفاقةً من نفسها، أوْ بعد تحصيل الدفع المُسبقِ. لَمِن فَيْءِ المُرَاديّة القَوْمَجِيّة، و من حسابات الحَاكِمِيّة المنْتَفِخة. ذلك؛ بما أنها مرجعية الأحلاف، حاملة لأهواء الأيديولوجيات المُسْتَعرَبَة الفاشلة. تلكُم؛ التي يعتنق ملَّتها الجحودة، الكثير من أشباح المثقفات و المثقفين، و من فرقة المتهافتين، الذين صدَمَهم ذكاء التحول الرقمي الفائق. و قد تصَحَّرَت سرديات الأحلاف الساقطة، عند زمن الثقافة الهشة اليبِسَة. إذ؛ أمام انبثاقة النظام الإقليمي الجديد، كيف سيستطيعون الصبر على ما لم يُحِيطُوا بهِ خُبْرا.
من حيث؛ أن أعراض الملاغة التحليلية، كما الوقاحة التعبيرية. قد ظهرت على فلول قدامَة مُسْتَلَبَة، تجتَرُّ بنَهَمٍ مُفرط، الكثير من المغالطات الدّخيلة على الثقافات المحلية المغربية. عندنا تعمد؛ إلى إختزال تاريخ ملاحم الوئام المجتمعي، بين الروافد الثقافية الدستورية، التي تُشكل الهوية الجامعة للأمة المغربية. نعم؛ تعمد إلى إختزالها، في عبارة لغوية تَسْطِيحِيَّة، أ لا و هي : صفقة التطبيع مقابل الإعتراف بمغربية الصحراء!.
بالتالي؛ كان لا بد لي، من إعادة بناء جدار الضبط المفاهيمي الرصين. عند تقديم الرد النثري الرزين، حول ماهية سؤال التطبيع؟!. حيث؛ قد ارتبط إستعمال هذا المصطلح السياسي الهجين، الدخيل على معاجم الثقافات المحلية المغربية. نعم؛ قد إرتبط ارتباطا وثيقا، بالقاموس السياسوي لما يسمى بأحزاب “الحركة الوطنية”، و مشتقاتها المنشقة عنها. بعدما؛ قد إخترقتها الأيديولوجية الحزبية، العابرة فوق مصالح الوطن المغربي. مُتَسَبِّبَة بذلك؛ في رمي قضيتنا الأولى العادلة، بين غياهب التبعية المصيرية لقضايا القومجية المشرقية. بل؛ و لَمِنْ أحزابنا المريضة؛ من جعل قضية الصحراء المغربية، في نطاق الثانوية و ليس الأولوية.
فلهكذا؛ مثلما سبق لي أن كتبت، و لسوف أعيد. إذ؛ على امتداد زمن النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني الطويل، الذي يكاد يقارب ثماني عقود. و لَمُنْذُ إعتراف الأمم المتحدة، بعضوية دولة إسرائيل الصديقة. ها؛ رَسْمُ “حكومة عموم فلسطين”، يترنح باحثًا عن حدودِ دَوْلَتِها الجغرافية المفقودة، دون تدشين لزمن ميلادها التاريخي. بينما المعمورة جمعاء؛ تُعايِشُ زمنَ ما بعد الإعتراف الصريح للسلطة الفلسطينية المؤقتة، بنشأة الدولة الإسرائيلية الصديقة. بلْ؛ ذي منظمة التحرير الفلسطينية، المعترف بصفتها الممثل الشرعي باسم الشعب الفلسطيني في الداخل و الخارج. قد طَبَّعَت أيما التطبيع، مَع حَقِّ دولة إسرائيل القانوني، في الوجود و التواجد.
و لهكذا قد كان؛ حَتَّى أَلْفَيْنَا تقاليد القدامة الغبية. تلكم؛ التائِهة الحائِرة، وسط دَاتَا البيانات الإستراتيجية الضخمة. المُشَكِّلَة لِبُوزَلْ Puzzle : السلطة الفلسطينية المؤقتة. من حيث؛ أن هاته “السلطة” قد إكتَسَبت شَرعيَّتها الدولية، و مشروعيتها الأممية. بعد إلتزامها؛ بنص إتفاق السلام الدولي، الموقع بين الراحل ياسر عرفات و بين الراحل إسحاق رابين. فَحينها؛ قد أقَرَّت منظمة التحرير الفلسطينية، بِأوْضَحِ بنود سلام الشجعان: “واجبُ التَّطبيع”.
بل؛ أَنَّ عَيْنَ اليقين، لَتَرْمُقُ حقائق التطبيع، مُوَّثَقَةً بِحبْرِ توقيع منظمة التحرير الفلسطينية. كذلك؛ على صريح مضامين إتفاقيات أوسلو، بشهادة هيئة الأمم المتحدة. و كذا؛ الدول العظمى الراعية لمسلسل السلام، و جامعة الدول العربية. كما؛ عند التأويل الحَسَنِ النِّية، لأسرار “إتفاقيات التهدئة”. و التي تلتزم بها جميع الفصائل الفلسطينية المتشرذمة، على مختلف أجنداتها. سواء أ تَمَّ ذلك، بشكل ديبلوماسي مباشر، أو عبر وساطة الغَيْرِ المَعلوم.
أيْ: ذا التحليل الملموس للواقع الملموس، يدْمَغُ الأباطِيل دَمْغًا. حين يشهد التاريخ المحفوظ، على تطبيع كل هؤلاء و أولئك. بلْ؛ أَنَّ الرهط الكثير، من الذين بين ظهْرَانَينا، يدَّعون المُمانعة جهرا. لَهُمْ من تحت الطاولة، يتَفَاوَضُون سِرًّا. فَمُتَقابِلين مُتَصَافِحينَ، مع الإسرائيلين، و لواجب العزاء مُتبادلين. فَيَالَلْهَوْلِ! مَا بَالُ نُقَّاد التّطْبيع؟!. و مَا لي ألمَحُ أعراضَ مُتَلَازِمَة النفاق، بين ثنايا نَفْرَتِهم الغبية الخَدّاعَة الخَطّاءَة؟.
ثُمَّ؛ لَسوف أمضي عنْدَ مساق التنبيه، إلى كَمَائِنِ تَمْيِّيعِ الحقائق الظاهرة. ذلك؛ بما أن مَعينَ الوضوح المشترك، في العلاقات الديبلوماسية بين المملكة المغربية و دولة إسرائيل الصديقة. فلا يُطِيقُ البَتَّة؛ غَوْرَ فذلكات مُصطلح “تطبيع”!. بالتالي؛ سأقترح على خاطر كل حاقد مكسور، أن يفتح قاموسه السياسي. على جمالية التعبير الديبلوماسي السليم : إستئناف العلاقات الدبلوماسية التاريخية، على أساس عهود الوئام الحضاري. و ذلك؛ بغرض إجتناب رجْسِ التضليل الخَتَّال، حين استقراء مصطلحات الظرفية الجيو-ستراتيجية الجديدة.
و يا ليت شعري؛ فأنها رِبَاط الفَتْحِ، لدوما و أبدا دَارُ السَّلَام. و أنَّا هُنَا نَحْيَا، في ظل إنبثاقة نظام إقليمي حديث. نظام مفتوح على عدة آفاق جيو-ستراتيجية، قد أعلنت الديبلوماسية العلوية عن أولى مكاسبها الحقة. لِكَي تليها مرحلة الدفع بعملية السلام؛ بين السلطة الفلسطينية المؤقتة و بين إسرائيل الصديقة، نحو مرسى التسوية النهائية. ذلك؛ قصد عتق رقبة الدولة الفلسطينة، و الإعتراف بوجودها المستقل.
عَوْدًا عَلَى بَدْءٍ؛ فَأن مشاوير الضَّيَاع و التَضْيِّيع، و المتاجرة بالقضية الفلسطينية العادلة. قد تَفاقم حقدها، على سلامة الوطن المغربي. نتيجة تفشي عدوى : متلازمة المرادية التاريخية، التي قد قدَّسَتْها ألسِنة القَوْمَجِيَّة و الإِخوانْجِيَّة، و جميع من يسبحون في فلَكِهما. لَحَتَّى؛ أن الأشقاء الأعداء، من حُصَلاءَ ديبلوماسيةِ القَدامة. قد ولُّوا سيوفهم، شطر صحراء المغرب الأقصى. فَهَيْهات .. ثم هيْهات.
عبد المجيد موميروس
سَجَّاع، شَاعِر و كَاتِبُ الرَّأيِ
رئيس الاتحاد الجمعوي للشاوية
Abdulmajid Moumĕrõs
Abdulmajid Moumĕrõs
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.