فكري ولدعلي
تمكنت المملكة المغربية في السنوات الاخيرة من تحقيق عدة انتصارات ديبلوماسية عززت تواجدها في مختلف المحافل العالمية؛ وبالخصوص على مستوى المنظمات والهيئات الدولية؛ لا سيما عبر تقديم ترشيحات مغربية متنوعة باعتبار ذلك رافعة أساسية لإشعاع المملكة ويخدم القضية الوطنية الأولى، وهو ما حقق بالفعل إنجازا غير مسبوق عوض المقعد الفاارغ، ومكن من تتويج مختلف الترشيحات التي قدمها المغرب لرئاسة أو عضوية هذه المنظمات.
ولعل أخر الانتصارات التي حققتها المملكة المغربية في هذا الاتجاه هي تلك التي سجلت اخيرا؛ بالضبط في الفترة الممتدة من 06 إلى 10 مارس الماضي؛ بالعاصمة الصربية بلغراد، وذلك بعد تتويج المغرب رئيسا للفدرالية العالمية لقدماء المحاربين على هامش انعقاد الدورة 30 لجمعيتها العمومية والتي عرفت مشاركة وحضور وفود عن 68 مؤسسة وهيئة وجمعية وطنية ودولية تمثل شريحة قدماء المقاومين والمحاربين وضحايا الحرب بـ 20 بلدا من القارات الخمس
الدورة 30 للجمعية العمومية للفيدرالية العالمية لقدماء المحاربين؛ التي نظمت بتعاون وشراكة مع تحالف جمعيات محاربي حروب التحرير لشعب صربيا؛ عرفت تتويج الدكتور مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وبإجماع الوفود المشاركة، رئيسا لهذه المنظمة العالمية التي تضم في عضويتها 172 مؤسسة ومنظمة وطنية تمثل ما مجموعه 142 دولة و30 مليون من الأفراد الأعضاء.
وجدير بالذكر أن الدورة كانت مناسبة للدكتور مصطفى الكثيري لعقد العديد من اللقاءات الثنائية والبينية وأيضا فرصة لتوقيع اتفاقيات شراكة وتعاون؛ حيث وقع مع السيد “كالينين فياتشيسلاف نياتشيسلافوفيتش” رئيس لجنة التربية الوطنية ومساعدة الحركة الشبابية للجيش؛ التابعة لوزارة الدفاع بروسيا الفيدرالية اتفاقية شراكة وتعاون، كما عقد مع السيد “نيكولا سيلاكوفيتش “Nikola SELAKOVIC”، وزير العمل والتوظيف وشؤون المحاربين القدامى والشؤون الاجتماعية لجمهورية صربيا، بمقر وزارته لقاء عمل لدراسة سبل تعميق علاقات التعاون والتشاور والعمل المشترك
وفي هذا الإطار كانت قضية الوحدة الترابية حاضرة بقوة سواء ضمن أشغال الدورة أو ضمن أجندة اللقاءات البينية التي عقدها الدكتور الكثيري حيث تم اقتراح 7 مشاريع قرارات وتوصيات، حظيت كلها بالمصادقة بالإجماع، والتي همت المجالات ذات الاهتمام المشترك إلى جانب تقديم توصية تتعلق بالوحدة الترابية، والتي دعت فيها إلى احترام القيم المقدسة للسيادة الوطنية والوحدة الترابية للدول، وهي مبادرة حظيت بنقاش مستفيض بين المؤتمرين قبل المصادقة عليها بالإجماع.
التوصيات التي قدمها الوفد المغربي برئاسة الدكتور مصطفى الكثيري حظيت بالمصادقة من طرف الجمعية العمومية وهمت اساسا حماية التراث الثقافي اللامادي وتعزيزه، من أجل الحفاظ على التاريخ الوطني وتعزيزه، احترام مبادئ السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، من أجل التسامح وتقدير تنوع الثقافات في عالمنا، محاربة التعصب على أساس الدين أو المعتقد، حماية البيئة مقاربة أساسية في خدمة التنمية المستدامة، الرشوة خطر على استقرار وأمن الشعوب.
وفي سياق مرتبط تجدر الاشارة إلى ان سنة 2022 تميزت بدينامية حضور المملكة المغربية داخل المنظمات الدولية، كما يجسد ذلك مستوى الأداء المتميز لترشيحات المغرب وعدد الولايات الجديدة التي يحصل عليها؛ حيث تكلل 51 ترشيحا مغربيا بالنجاح في غضون 2022، مقابل 43 ترشيحا سنة 2021، بزيادة قدرها 20 في المائة، فيما سجلت سنة 2020 تقديم المغرب ل 29 ترشيحا بنسبة نجاح بلغت 100 بالمائة وهو ما يعكس استدامة الدينامية التي أطلقتها المملكة لتعزيز حضورها وتواجدها الفعال داخل المحافل الدولية.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.