الممرضات المغربيات والواقع المعاش بالديار الكندية

abdelaaziz69 أبريل 2025Last Update :
الممرضات المغربيات والواقع المعاش بالديار الكندية

اعداد محمد صلاح الدين البقاري

عبرت الممرضات الأجنبيات ـ بما في ذلك المغربيات ـ اللاتي تم توظيفهن في مقاطعة كيبيك الكندية الناطقة بالفرنسية في إطار برنامج حكومي إقليمي عن خيبة أمل إزاء حياتهن الجديدة في ديار المهجر.
وفي هذا الصدد سلط تقرير صادر عن وزارة الهجرة الكندية مؤخرا الضوء على “العقبات الرئيسية”، بما في ذلك نقص( السكن ودور الحضانة ووسائل النقل العمومي ) ، التي تواجهها الممرضات الأجنبيات عند وصولهن إلى مقاطعة كيبيك في إطار مبادرة خصص لها غلاف مالي قدر ب 65 مليون دولار، والتي تم الإعلان عنها في عام 2022، لجلب 1500 ممرضة أجنبية بحلول عام 2028 للعمل في المناطق التي تعاني من نقص خطير في التمريض.
وذكر التقرير أن برنامج التدريب الصارم والصدمة الثقافية والخوف من الفشل تسبب في ضغوط كبيرة على المرشحات مما يشير إلى أنهن لم يتلقين معلومات مناسبة حول متطلبات البرنامج أو حقيقة العيش في كيبيك، بعد أن تبين لهن الفرق الشاسع بين الحلم الكندي كما تروجه وكالات الهجرة والواقع الفعلي لحياة المهاجرين في المدن الكندية ( قساوة الجو البارد والعواصف الثلجية التي تسبب لعدد كبير امراض نفسية كالاكتئاب ، الضراىب ، ضعف الخدمات في القطاع الصحي ، نشر ثقافة المثلية الجنسية في المدارس العامة في سن جد مبكرة ، محاربة الحجاب ، غلاء تذاكر السفر التي تصل في بعض الأحيان إلى 15 الف درهم.
وحسب التقرير تتلقى المرشحات تدريبا في برامج Collège d’enseignement général et professionnel ، بتمويل من الحكومة، ويحصلن على أجر قدره 500 دولار أسبوعيا ،حيث أنفقت الحكومة حوالي 16 مليون دولار على المرحلة الأولى من البرنامج، أو حوالي 77 ألف دولار لكل من الممرضات الـ 207 المرشحات للعمل .
لكن وفقا لتقرير صدر في شهر نوفمبر 2024 بشأن المرحلة الأولى من البرنامج، والذي تم الحصول عليه من خلال قانون الوصول إلى الوثائق الموجودة لدى الهيئات العامة، فإن المشروع منظم بشكل سيئ لم يستجيب لمتطلبات الممرضات اللواتي يرغبن في العمل بالمدن الكندية.
واشار التقرير الى المشاكل التي تواجه الممرضات الأجنبيات في كيبيك منها على الخصوص صعوبة العثور على سكن، بالنسبة للممرضة الام التي يرافقها الابناء، والصعوبات المتعلقة ببرنامج التدريب نفسه، والتي تستمر من تسعة إلى أربعة عشر شهرا، وغياب شبكة مواصلات فعالة للنقل العمومي في العديد من المناطق، والذي أجبر الممرضات على الحصول على رخصة قيادة من مقاطعة كيبيك وشراء سيارة، حيث اعتبره البعض مصروف غير متوقع .
وفي هذا السياق قال المدير العام لمركز الأبحاث والعمل بشأن العلاقات العرقية: “لا أفهم لماذا لم يتم أخذ هذه القضايا في الاعتبار بشكل صحيح عند تطوير هذا البرنامج”.
للإشارة غادر العشرات من الممرضين والأطباء المغرب في السنوات الأخيرة نحو الديار الكندية بسبب ما يصفونه بظروف العمل المزرية بالبلاد من اجل حياة افضل.
وسبق ان ” قررت مقاطعة كيبيك التوقف عن توظيف الممرضات المغربيات، استجابة لضغوط من الحكومة المغربية التي تريد منع هجرة الاطر الطبية نظرا للخصاص المهول الذي يعاني منه قطاع الصحة ببلادنا في الآونة الاخيرة”.
وفي هذا الصدد دعا المهتمون بقطاع الصحةفي عدة مناسبات إلى إعادة النظر في السياسة الحكومية واعطاء المزيد من الاهتمام للاطر والكفاءات المغربية بالزيادة في الاجور وبرمجة مكافات الاداء السنوية ، مع العلم ان هذه الاطر التي تتلقى تكوينا علميا ببلادنا تتميز بكفاءة عالية تتطلب الاهتمام والتحفيز حتى لا تفكر في الهجرة , حيث يقول المثل المغربي ( تقط متيهربش من العرس).


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading