بِقَلَم عبد المجيد موميروس
بسمِ الخَالقِ البَارئِ القُدُّوس، وَ أَنَّا نُحِبُّ مُحمّدًا. فاللّهُم آتِ حَبِيبَنَا الوَسيلةَ و الفَضيلَة و الدَّرَجة الرّفيعَة، و ابْعَثْهُ اللّهُم المَقامَ المَحمُودَ كمَا وَعدتَهُ شَفِيعًا مُمَّجَّدًا. منْ يَهْدِ الله فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ. و أشهدُ أنَّ أقدارَ الوَحدَة جُغرافيا ثابتَة، و أنّ المُتَحوِّرَة أَلْسِنَةُ جَيشِ العَدَاوَة. و قد قُلنَا لهُمْ حُسْنًا كَما أمرَنا الخالقُ الحَكيمُ الذي بعثَ النّذير بأمِّ الكتابِ مُؤَيَّدا.
أَمَّا بَعدُ !
إِيْ وَ رَبِّي .. هَكذا .. عنْد فَحمَة اللّيْلِ و سَاعَةَ السَمَر، ظَهَر مَسِيخُ العسكر الدَّجَّالِ على الشَّاشَات، بَيْنَما العُقَلاَءُ قد رَقَدُوا. وَ حينَ إخْتَلى بِنَديميْهِ المُشِيعَيْن حَدَّثنَا الرئيس المُفْحَمُ، حِينَها – بالحَقِّ- وَجَدتُنِي لاَ آمَن شَرّهُ. نغم .. قد حَدّثَنا، و على الهواءِ بَرَزتْ سُوسَة الأنيابِ التي أَظلَمت ثغرَهُ. و إِلَيْكُمُ الشَّارِحَةَ مقامَةُ موميروس، إنّمَا بالتّوْرية و الإستعارَة تَهجو لَكُم ذِكرَهُ.
نعم .. إيّاهُ أَعْنِي بالسَّطْرِ الأَبيض المُسَطَّرِ. قد حَدَّثَنا صاحبُ الأنفِ الأَغْبَرِ، رسولُ العَسْكر و من يا ترَى غيْرهُ؟. كأنّهُ وطْوَاطُ حَرْبٍ، بَلْ نذيرُ شُؤْمٍ فَلاَ يُرجَى خيْرهُ. لقد سَمعْتُه نَاقِمًا لاغِيًّا، كذَا ضَغْطُ الخَنّاسِ الوَسْوَاسِ خَانِقٌ صَدرهُ. إذْ أن المَسيخ لا يَستطيبُ عَدَا مَا يُعَرِّي سيرَته وَ سَريرَته و سِرّهُ. ثمَّ تَأمَّلوا معي تَمَثُّلات ” لَمْلاَغْة” بينما ريحُ ديبلوماسيّة القَذَارة تُدَاعِبُ عَمَاهُ وَ عَوَرَهُ.
هَكَذا كَانَ فَقَد حَدَّثَنا المَسيخُ، و ضَرْطةُ الرئيس بالتَّفْخيمات الدقِيقَة، إنّما لاَ ثِقَة فِي مُجَامَلاتِ الأوَاصِر الوَثيقَة. نَعَم.. و أَنَّها نَبَراتُ الحَشْرَجَة الرّقيقَة، فَحِيحُ الإِسَاءَةِ لِيَدِ السّلامِ المَمْدُودة الشّقيقَة. فانْتَبِهُوا حينَ تأتي مقامةُ موميروس بمِبيانِ الحَقيقَة.
هَا..أنَا..ذَا الشّاعِرُ الشّارِدُ فِي الثُّلُثِ الغَابرِ مِنَ المَلَكوت، أَنَا السَّارِد السَّاكِنُ بينَ بيتِ القَصيد و حبْكَة الرِّوايَة. و كأنَّ فخامَة البَئيسِ يَتَفنَّنُ في بْرُوفَاتِ التَّمثيل الديبْلُوماسي الخَليعِ بِأَحَاسيس الهٍوايَة. أوْ كأنَّهُ المَسيخُ الأُلْعُبَانُ يَمتَهِنُ إِشْعالَ نارِ الحربِ بِكِبْرِيتِ الغِوايَة. كيْ يَهِيمُ في وادي العواءِ طَارِحًا تَلْبيساتِ الإنْهَاكِ و النِّكايَة.
و مَا كَفرَ الأُلْعُبَانُ، لكنَّ شَياطينَ العَسكَر أَمَرُوا. حينَ نَفخوا في سَمعِه بمَا قَذِرُوا، كأنّمَا بالسُّمِّ الزُعافِ قد هَمَزُوا و نفَثُوا، بعدَ أنْ فَكّرُوا و دَبَّروا. و بِإذْنِ القوي القَهَّار سيُوَلُّون الأَدبارَ ، سَيُهْزَمُونَ كيفَ قَرَّرُوا.
هَكَذا – إذَنْ- .. ظهرَ عَسْكَرُ التَّقسيمِ فَوقَ السّهْلِ و الرّملِ علَى لِسانِ المَسيخِ الدجَّالِ. ذاكَ الذي يَطْعنُ في مَغربية الصّحراءِ وَ أَنّهُ عُرَّةُ الرّجالِ. بمَا أنّ الوَاهمَ مَغرورٌ مُغْتَرٌّ بأُطْرُوحَة الإنْفِصالِي الهَبَّال. ثم ، إِسْأَلوا بَرْبَرُوسْ عن خَيْشٍ عسكري أَهْوَن مِنْ بَيْتِ العَنْكَبوتِ؟!، أوْ أفْتُونَا أنتمْ يا أَقانيمِ جَيشِ الضّلال ؟!.
تَبًّا لِأَمَانِي مُنْتَصَف الليل و قَبْلَ الزَّوال .. تَبًّا للمَسِيخِ الدَّجّال .. فَقد قَالَ وَ قَالَ ثُم قَال .. قَد تَنَمَّر بعْدَ أنْ زاغَ وَ مَال. ذَا المَسيخُ دَجَّالٌ يُحَاجِجُنَا بِتَمَائِم الجَاحِدينَ وَ طَلاَسٍم النّاكِرين، بٍمَا أنّهَا تُغِيضُهُ أمجادُ مَمْلكة الأَوْلياءِ الأبْطال. فَيَا لَهُ منْ بَئيسٍ يَرْمِي قُشُورَ المَوزِ ، بينما الزَّوالُ مَكتوبٌ على “جُمهورية الأَدْغال”. وَ يَا ليْتَ شِعْري .. أ وَ لَيْسَ أَرَاجُوزُ العَسْكر “طَرْطُورٌ “، في الحَسَد و الضَغينَة مضْربُ الأَمْثالِ؟.
صَهٍ .. صَهٍ .. إنَّمَا نَخْوَةُ العُروبَة بَريئةٌ من رُعونَة المَهْوُوس، أُفٍّ لهَا تيمَة الخسّيسِ المَنْحُوس. أوْ أُنْظروا كيفَ رَدّ السَلامَ صَفاقةً من نَفْسِه و نيابةً عن “جِنرالات الإِكْليروس”. و إني سائِلُكم بالله، أَن علِّمُوهُ اللّبَاقَة بالليّاقَة حتّى تَنْتَفِع الأوطان الصاعدَة، إذْ كفَانا تَماهيًّا معَ ديبلوماسيّة الغَمُوس. بَينمَا نحنُ في زمان غير زمان السَّلف، فذَرونِي و خُزَعبِلاتِ المُرابي المَمْسُوس !.
بَلَى .. يا صَاحبَ اللسَانِ الخَتَّالِ، وَ يَا أيّها المُجْتَهِد في التَّخْويرِ جَنْبَ الحَافَّة. أيّها الرّاغبُ في السَّطْوَة بالجَاهليّة القَذَّافة. قَرِّر مَصيرَ نفسَكَ أولاً، إنها لَخَبِيثَة أَمَّارةٌ بالآفَة. قد فَتَكَ بكَ غُرورُ العَسْكرِ، و لنْ تَنْفَعَكَ تَحويلاتُ الصرافَة. ثم إنتظرْ السّاعة، ذا موميروس مَعَكَ من المُنْتَظرٍين، فَلا نَامَتْ أَعْيُنُ عَقارِبِ السّخافَة.
فالحَمد الله وَحدَه، الوَاحدُ الذي لمْ يَلد، الأحَدُ الذِي لمْ يُولَد، الفردُ الصمدُ الذي لمْ يكنْ لهُ كُفؤا أَحد، هُو الفَعَّالُ بمَا أرَادَ و شَاء. كأنَّما التَّزكِيّة رَبّانِيَّة من فَاطِر الأَرضِ و السّماءِ، فَهَا نَحنُ معَ اللهِ وحدَهُ، نَرجُوهُ سُبحانَهُ مالكُ المُلكِ تَبَارَكَ العَزِيزُ فَوقَ العَلْيَاءِ. صُمودُ نَخلةٍ منْ وَاحَاتِ الصحراء، كَذي بَيْعَتُنا لآلِ مُحمد، أَ كُنَّا في السرّاء أو في الضَرّاءِ. و إنَّا علَى مَحَجَّة مُحَمَّد بِالنَّواجِد عَاضُّون، و السَّلامُ على آله الكِرامِ الأَحِبّاءِ.
فاللّهُم إني أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْلَمُ، وَ مِنْ شَرِّ مَا لَا أَعْلَمُ. وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَن، كُلِّهَا ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ. وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّي أَنْ أَشْتَرِيَ الْجَهْلَ بِالْعِلْمِ، أَوِ السَّفَهَ بِالْحِلْمِ، أَوِ الْجَزَعَ بِالصَّبْرِ، أَوِ الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى، أَوِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ. و يَا رَبِّ مُنَّ عَلَيَّ بِذَلِكَ فَإِنَّكَ تَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ وَ لَا تُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ.
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالمين، و السَلامُ علَى جَميع المُرسَلين، و منْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلَى يَومِ الدِّين.
كل عامٍ هجري و أنتُنّ/م بألف خيرٍ.
عبد المجيد موميروس
شاعر و كاتب رأي
رئيس تيار ولاد الشعب
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.