ضجة كبرى أثارتها مضامين ندوة نظمتها هيئة “رسالة السلام” الإماراتية التي يرأسها محمد علي الشرفاء الحمادي بنواكشوط تحت عنوان “رمضان شهر القرآن”.
فقد احتجت وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي في موريتانيا بشدة على مضامين الندوة، مؤكدة في بيان أنها “تلقت دعوة لحضور ندوة بعنوان: رمضان شهر القرآن، تقيمها مؤسسة رسالة السلام العالمية للدراسات والبحوث الإسلامية، ولأهمية العنوان خصوصا في أجواء شهر رمضان المبارك، انتدبت الوزارة من يمثلها في الندوة المذكورة”.
وأضافت الوزارة: “وبعد أن تم تقديم العروض العلمية المبرمجة من طرف المحاضرين، كان بعضها يصب في موضوع الندوة، بينما ظهر في بعضها الآخر ما يظهر فيه تطاول على السنة المشرفة والإساءة على نصوص الكتاب والسنة، وهو ما دفع بممثل الوزارة بالرد فورا على تلك الشبه وتفنيدها في الحال واستنكارها”.
وتابعت: “بناء عليه، فإن الوزارة إذ تستنكر ما ورد في هذه الندوة فإنها لتؤكد على نهجها الدائم في الحفاظ على ثوابت الشرع كتابا منزلا وسنة نبوية مطهرة”.
واستنكرت هيئة العلماء الموريتانيين، وهي أعلى هيئة دينة في موريتانيا، في بيان ما سمّته “التطاول على الثوابت والمقدسات الإسلامية في ندوة نظمتها مؤسسة رسالة السلام العالمية للدراسات والبحوث الإسلامية، والتي يرأسها الإماراتي محمد علي الشرفاء الحمادي، وهو مدير سابق لديوان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان”.
وطالبت الهيئة بالتصدي لما وصفته بـ”الفكر الدخيل، ومحاربته، والانتصار لسنة النبي صلى الله عليه وسلم بالاجتهاد في تحصيلها، وتطبيقها”.
وأكدت الهيئة “أن بعض المداخلات التي تمت في الندوة أنكرت المجمع عليه من الدين، فأنكرت حد الردة، ووقع النسخ، وتطاولت على السنة النبوية الشريفة، وقدحت في أئمة الحديث النبوي الشريف”.
وأنكرت الهيئة ما وصفته “بالفعل الشنيع المجرم في الأديان والقوانين”، مضيفة أن مضمون الندوة “يأتي في ظرف خاص، وضمن نشاط ظاهره الخير، وهدف أصحابه التدليس”.
وشددت الهيئة على ضرورة ما وصفته بـ”بوضع حد لهذا النوع من الأفكار الشاذة، والتضييق على حامليها من الأشخاص، لإساءتهم إلى الأمة في حاضرها وماضيها، وإشاعة السوء في صفوف الأبرياء، ومن يستغفلون من العامة”.
واعتبرت الهيئة أن “طرحهم من أشنع الشذوذ الفكري، الذي يحمل شباب الأمة على التطرف والغلو”.
والذي أثار هذا الاحتجاج هو آراء بسطها محاضران في الندوة هما محمد أفو، وأحمد ولد الحافظ، وأكدا فيها أن “كل الآيات القرآنيَّة تنصُّ على مبدأ حريَّة المعتقد، وطبيعية الاختلاف العقدي، في ذات الوقت تأتي المرويّات لتقرِّر فرض عقيدة واحدة موحدة على الناس”.
ومن الأفكار التي أثارت الضجة قول المحاضرين “إنه لا إكراه في جميع الصور المتعلقة بحرية المعتقد؛ لا إكراه قبل أن ندخل في الدين، ولا إكراه أثناء وجودنا فيه، ولا إكراه بعد خروجنا منه”.
وقال الدكتور أحمد ولد الحافظ خلال عرضه: “يستعرض القرآن الكريم حقّ المؤمنين في ممارسة الكفر بعد الإيمان، تماما، مثلما يملك الكفار حقّ الإيمان بعد الكفر، والله وحده، وفق النصّ القرآني، هو الذي يحقّ له معاقبة المؤمنين بعد الكفر، أو مجازاة الكفار بعد الإيمان؛ بمعنى أن الكفر إثم وليس جرما”.
وقال: “لو كان هناك عقاب للكفر، لما كان القرآن أتاح للمرتد فرصة الارتداد أكثر من مرة، وأتاح للكافر متسعا من الوقت بين الردة والأخرى، لكن هذا حقّه الذي أعطاه الله له، ولا يحقّ لأي كان مصادرته”.
ومما أثار الضجة أيضا، قول الدكتور ولد الحافظ خلال الندوة: “كلّف الله النبي صلى الله عليه وسلم بالإبلاغ وحده دون زيادة أو نقصان، وكل نص غير ذلك ( الحديث الشريف) مجرد افتراء على النبي”.
وتدعي “مؤسسة رسالة السلام” وهي جمعية إماراتية يرأسها علي محمد الشرفاء الحمادي، أنها تعمل على صياغة رؤية وسطية تجمع عليها الفعاليات الفكرية الإسلامية، وأنها تعتمد التناغم والتكامل منهجاً وشعاراً.
وأكد المدون الموريتاني سيدي محمد في تعليق له على الحادثة “أن رئيس المؤسسة علي محمد الشرفاء الحمادي له علاقات بالماسونية العالمية ويعرف عنه إنكاره للسنة النبوية والعمل على إلغائها وينفي شفاعة النبي صلى الله عله وسلم وله كتاب بعنوان “ومضات على الطريق” فيه طعن صريح في السنة وتكذيب لوجودها ويصف البخاري ومسلم وأئمة الحديث بالأفاكين والكذابين والمزورين وأن الله لم ينزل سوى القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم ولا شيء غير ذلك”.
وقال: “الحمادي له أذرع في غالبية الدول العربية تنشر أفكاره الهدامة في مشروع ماسوني هدفه هدم الإسلام وإقامة دين جديد تحت مسمى (ديانة أتباع إبراهيم)، كما أن له رجاله هنا في موريتانيا يمول لهم الندوات ويشتري لهم التذاكر للمشاركة في الندوات العالمية ابتغاء الفتنة”.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.