أصدرت اللجنة المركزية لحزب الاستقلال في دورتها الثامنة المنعقدة يوم 03 أبريل 2021 الموافق ل” 20 شعبان 1442عبر تقنية التناظر عن بعد ، برئاسة الأخ الأمين العام الأستاذ نزار بركة ، وذلك وفقا لمقتضيات الفصل 69 من النظام الأساسي للحزب . وتميزت هذه الدورة بالعرض السياسي الهام الذي قدمه الأخ الأمين العام أمام أعضاء اللجنة المركزية ،
والذي تطرق فيه إلى الوضعية السياسية ببلادنا في سياقات الاستحقاقات الانتخابية المقبلة ، وكذا الحالة الاجتماعية في أفق أجرأة المشروع الملكي المتعلق بتعميم الحماية الاجتماعية ، مؤكدا على ضرورة إحداث القطائع الضرورية مع مسارات الأزمة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي من أجل إحداث التغيير الذي ينشده جميع المغاربة . وبعد نقاش عميق وجدي لعضوات وأعضاء اللجنة المركزية هم مختلف جوانب الحياة العامة ببلادنا ؛ اتفق المشاركون على إصدار البيان التالي :
أولا : يثمن أعضاء اللجنة المركزية عالية مضامين العرض السياسي الهام الذي تقدم به الأخ الأمين العام ، والذي قدم فيه تحليلا عميقا للمسار السياسي والاجتماعي ببلادنا ، ورؤية واعدة لتجاوز مختلف الإكراهات في أفق التملك الجماعي للنموذج التنموي الجديد
وإخراج بلادنا من المنطقة الرمادية الموسومة بالتردد والضبابية وغياب رؤية استراتيجية للمستقبل في ظل متغيرات دولية ووطنية متسارعة . كما يثمنون مضامين التقرير الذي قدمته لجنة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية حول الحماية الأجتماعية .
ثانيا : يجدد أعضاء اللجنة المركزية لحزب الاستقلال التأكيد على ضرورة مواصلة التعبئة الوطنية والتجند الشامل وراء جلالة الملك نصره الله من أجل تحصين المكتسبات الهامة التي حققتها قضية وحدتنا الترابية ، كان آخرها اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء ، وفتح العديد من الدول الصديقة والشقيقة قنصلياتها في كل من مدينتي العيون والداخلة ، والتصدي لخصوم وحدتنا الترابية وإحباط مؤامراتهم ودسائسهم المغرضة . وفي هذا الإطار فإن اللجنة المركزية تدعو كافة الفرقاء السياسيين إلى تفعيل مضامين نداء العيون ، والرفع من منسوب اليقظة وتعبئة الديبلوماسية الحزبية والشعبية لإسناد الجهود الرسمية في هذا الباب . وفي هذا الإطار تدين اللجنة المركزية الأعمال العدائية والاستفزازات المتكررة لحكام الجزائر المناوئة للمصالح العليا لبلادنا ولوحدتنا الترابية ، وتعتبر أن ما قامت به السلطات الجزائرية في منطقة العرجة الحدودية ، عملا عدائيا وغير أخلاقي ، ويعبر عن روح الانهزامية والأزمة المتعددة الأبعاد التي يعاني منها نظام الحكم في الجزائر . وبالمناسبة تحيي اللجنة المركزية روح الحكمة والصرامة التي تتعامل بهما السلطات المغربية مع التطورات الميدانية .
كما تدعو إلى الإسراع في إعطاء الصدارة للأقاليم الجنوبية في تنزيل الجهوية المتقدمة وأجرأة مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل سياسي وحيد ، دائم ومتوافق عليه ، قادر على استيعاب مختلف التطلعات ، وضمان الاستقرار والعيش الكريم
ثالثا : تؤكد اللجنة المركزية على ضرورة توفير كافة الشروط من أجل إنجاح الانتخابات المقبلة ببلادنا وجعلها عنصر إسناد ودعم القضية وحدتنا الترابية ، عبر التعبئة من أجل الرفع من نسبة المشاركة السياسية والانتخابية ، وتقوية الجبهة الداخلية ، وإفراز مؤسسات ومنتخبة حقيقية ، وحكومة قوية منسجمة ومتضامنة ومسؤولة بنفس إصلاحي تتملك الرؤية المستقبلية لمواجهة التحديات الخارجية ، والإرادة القوية للتغيير والقطع مع السياسات العقيمة والممارسات المتجاوزة ، ومواجهة كافة التحديات التي أفرزتها الجائحة ، وأجرأة النموذج التنموي الجديد على أرض الواقع .
رابعا : وفي هذا الإطار ، تدعو إلى ترصيد المكتسبات في مجال حقوق الإنسان والحريات ، واستكمال بناء دولة القانون والمؤسسات ، في تجاوب مع السقف الدستوري المتقدم سياسيا وحقوقيا ، وتعبئة آليات الحوار والنقاش العمومي من أجل وضع حد لأي تجاوزات أو سوء الفهم الذي يمكن أن يقع في مسار ترسيخ تجربة بلادنا لإقرار نموذجها الفتي والواعد في الانتقال الديمقراطي ، بهدف التوطين النهائي للديمقراطية الحقة ببلادنا .
خامسا : تؤكد اللجنة المركزية على ضرورة إقرار التنافس السياسي الشريف بين الأحزاب ، في الانتخابات وتخليق العملية الانتخابية وحمايتها من كل الشوائب والخروقات كيفما كان شكلها ومصدرها ، وتدعو إلى عدم استغلال موارد الدولة وإمكانياتها وصناديقها التنموية لغايات انتخابوية ضيقة وتشدد على ضرورة تحلي مكونات الحكومة بالمسؤولية السياسية والأخلاقية في فترة ما قبل الانتخابات .
سادسا : تدعو اللجنة المركزية إلى إطلاق تعاقد اجتماعي جديد ، يؤسس لجيل جديد من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية ، ويؤمن العيش الكريم للمواطنات والمواطنين وفق مبادئ المساواة والإنصاف ، والتضامن ، وتعتبر أن الورش الملكي بتعميم التغطية الاجتماعية يشكل ثورة اجتماعية حقيقية ، ودرعا أساسيا في النموذج التنموي الجديد ، ينبغي توفير جميع الآليات والشروط القانونية والمالية والصحية والبشرية لإنجاحه والبيئة الملاءمة لاحتضانه ، وتدعو إلى إسناده بإجراءات وتدابير مواكبة لضمان التنزيل السليم وفعالية الأثر الاجتماعي ونجاعة المردودية الاجتماعية ، من قبيل ، تعزيز العرض الصحي والإصلاح الشمولي لأنظمة التقاعد واعتماد مخطط خاص لإدماج القطاع غير المنظم في النسيج الاقتصادي الوطني وسن سياسة تشغيل ناجعة تسهم في ديمومة خدمات صناديق الحماية الاجتماعية . سابعا : تدعو اللجنة المركزية إلى اعتماد مقاربة مواطنة موسومة بالكرامة والاعتبار بعيدة عن افتعال التوترات الاجتماعية ، وفي احترام لحق التظاهر السلمي ، في التعامل مع ملف الأساتذة المتعاقدين ، وتطالب الحكومة بإيجاد حل نهائي لهذا الملف وإنصاف هذه الفئة وتمتيعها بحقوقها الكاملة وجعل حد للتمييز بين رجال ونساء التعليم داخل المنظومة التعليمية .
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.