بقلم عضو الائتلاف المغربي للدفاع عن حقوق الإنسان ببوجدرالذكتور بابي عبد المولى
هنيئا يا دكتور
يعد التحاق الدكتور عبد الرحيم بوعيدة بحزب الاستقلال حديث الساعة الليلة، فبصرف النظر عن أي قناعات أو انتماءات أضحت لا تحكم أكثر من ذي قبل، فشخصيا أرى أن خيار الرجل موفق إذ اللحاق بركب حزب من آخر لظروف مبررة ليس بالخطيئة أو الجريمة إذا كانت تقتضيها المصلحة العامة، دون أن ننسى أن الرجل ظلم كثيرا و أشد مرارة لما يكون الظلم من ذوي القربى و من هيئة أعطيتها أكثر مما تعطيك، فقد لا تتوفر لك ظروف عمل في حزب حتى و إن كنت نشأت فيه و يتقاطع مع مرجعيتك الفكرية، و يتوفر لك في آخر لا سيما أن الخلفيات الفكرية عموما من خدمة إنسانية و دينية و قومية حاضرة و إن اختلفت الطرق، خاصة في مجتمعنا الصحراوي الحديث عهد بالمدنية و المواطنة و تدبير الشأن المحلي عن طريق استحقاقات بتزكيات حزبية و الولاء فيه للجلدة و البلدة أقوى، فخدمة مكون و مجال أهم قبل أي شيء من ألوان و رموز، في هذا الصدد فالرجل لم يخرج من الإسلام و يدخل الكفر، و لم يأت ذليلا بقدر ما أتى عزيزا و مرغوبا فيه أكثر مما هو راغب و لم يرتمي في أحضان ضعاف و فاشلين، حزب الاستقلال و ولد الرشيد منسق جهاته الجنوبية الثلاث الذي بدوره التحق به كما التحق بممارسة العمل السياسي عموما بمدة ليست بالكبيرة، لكن الإرادة الصادقة و العمل المؤسساتي هو ما جعل تجربة هذا الأخير الحزبية تنجح في وسط الصحراء، و تتعثر تجارب آخرين غير بعيد عنه بل بمسقط رأس الحزب و مهده الأول، فالمواطن اليوم أضحى أكثر قناعة بأن الانتخابات يوم و يمر، وكناخب لا يهمني لونك الحزبي و لا رمزك حتى و إن عزفت له أعذب و أرق الألحان الموسيقية لتدغدغ مشاعري، بقدر ما يهمني ما بعد ذلك من صحة و تشغيل و تعليم و بنيات و غيرها كثير، عبد الرحيم كبير بين الكبار و الضربة التي لا تقتلني تقويني، و يقول أهل الصحراء “يعطيني شركة من ريكي نعرف بين عدويا و صديكي”، حزب الاستقلال بالصحراء لا يستقطب بقدر ما ينفتح و يسلم المشعل لمهندسين و دكاترة و كفاءات أبناء الدار من كل صنوف و ألوان المعرفة، و الدكتور ليس في موقف و موضع محرج و إلى حدود اللحظة لم يتخلى عن المبادئ من أجل المناصب أو المكاسب و لو كان يريد لفعل، بقدر ما تحلى بالحكمة و قدر المرحلة أحسن تقدير، فلا أقول لك هنيئا يا دكتور بقدر ما أهنئ حزب الاستقلال بك.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.