قدّم أهل الرّشيد خدمة كبيرة للأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، فرغم ظروف الاحتقان الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي يشهدها المغرب، إلا أن أهل الرّشيد ذهبوا بعيدا في صنع لاعب كبير على السّاحة السيّاسية للمغرب، من خلال تمكين هذا الأخير من وسائل القوّة للّعب مع الكبار، فتمّ منحه كلّ مقومات التّأثير على أصحاب القرار، وتم وضع أوراق مختلفة في يده، منها ورقة الامتداد داخل الوسط الصحراوي، خصوصا وأن المغرب يفاوض في الأمم المتحدة بشخصين قبل أن يكونا أطرا داخل حزب الاستفلال، فإنهما من العناصر الأساسية في تركيبة أهل الرشيد بالصحراء، وبالتالي يمكن القول إن أوراقا قويّة توجد بيد نزار بركة.
لقد حظي الشّخص بأسبوع كامل من الاستقبالات الكبيرة عبر المدن الصحراوية، منذ استقباله من طرف حمدي ولد الرشيد يوم 5 فبراير 2019 بمطار الحسن الأول في العيون، وترؤسه خلال اليوم الموالي أشغال الدورة العادية للجنة المركزية، وبعد ذلك وجد نفسه زعيما سياسيا يرأس أربع تجمعات حاشدة بأربع مدن بمنطقة النزاع، وهذا حقيقة حلم يراود كبار الزعماء السيّاسيين بالمغرب ويسعون لتحقيقه على الدوام.
إن أوراقا من هذا الحجم لو كانت بيد نبيلة منيب، أو إلياس العمّاري، أو عزيز أخنوش لكانت الأمور ذات قد أخذت طبيعة أخرى، خصوصا وأن مساعي رسمية تحاول أن تجعل من أخنوش شخصا مثل ما هو عليه نزار بركة الآن غير أنها فشلت على ما يبدو، لعدم توفرها قوّة تشابه قوّة أهل الرشيد التي تنقص أخنوش ليكون نزار… لا يمكن لأي كان أن يُنكر قوّة أهل الرشيد بالمنطقة، فصنع تجمع بشري كبير في مدينة العيون وفي مدينتي السمارة وبوجدور وأيضا مدينة الدّاخلة ليس بالأمر الهيّن، لأن الأمر يتطلب جهد وتأثير قوي على ساكنة الصّحراء.
وبالأرقام، 57 ألفا شاركوا في التجمع الذي شهدته ساحة المشور بالعيون، وأكثر من عشرة آلاف بمدينة السمارة، وأزيد من خمسة آلاف بمدينة بوجدور، وقرابة ثمانية آلاف بمدينة الداخلة.
أكدت اللقاءات الأربعة، عبر مجموعة من الأوساط، أنها حظيت بمتابعة خاصة من الأمم المتحدة وقيادة البوليساريو والجارة موريتانيا والجزائر، وحققت المبتغى من خلال خلخلة الصورة لدى هؤلاء، خصوصا جبهة البوليساريو والأمم المتحدة وأطراف سياسية أخرى، فرغم ضعف مضمون البيان الختامي للّجنة المركزية لحزب الاستفلال الذي لم يكن في مستوى الأهداف الاستراتيجية التي حُقّقت، إلا أن الرسالة السياسية التي تم بعثها لأطراف النزاع في الصحراء قد وصلت، وهنا يبقى السؤال الذي يفرض نفسه بقوة:هل سيتقن نزار بركة اللّعب مع الكبار..؟؟
إبراهيم أفروخ
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.