نظمت رابطة الإعلاميين الشباب بالصحراء ندوة علمية حول دورالإعلام في مناهضة العنف داخل الوسط المدرسي وتبعا للبرنامج المسطر من طرف المكتب المسير لرابطة الإعلاميين الشباب بالصحراء، وبناء على اتفاقية الشراكة الموقعة بين وزارة الثقافة والإتصال قطاع الاتصال والأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بجهة العيون الساقية الحمراء ، التي تروم النهوض بالإعلام بالجهة وتقوية قدرات الشباب في المجال.
تهدف هذه الندوة التي نظمتها الرابطة حول موضوع دورالإعلام في مناهضة العنف داخل الوسط المدرسي وذلك يوم 16 دجنبر 2017 بمقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة العيون الساقية الحمراء ، وناقشت هذه الندوة ظاهرة العنف داخل الوسط المدرسي والتي أصبحت متفشية بشكل كبير كمحاولة لتأصيلها وفتح نقاش عام حولها من أجل إيجاد حلول مع مختلف المتدخلين فيها والدور المنوط بالإعلام لمناهضتها، بتأطير من باحثين ومختصين وبمشاركة كل من الوزارة الوصية والأطر التربوية، وفعاليات من جمعيات المجتمع المدني، ثم فدرالية أباء وأولياء التلاميذ والتلميذات وتناولت هذه الندوة أيضا إشكالات الإعلام والعنف المدرسي وأسبابه وتداعياته ودواعيه وسبل ترسيخ المبادئ الإعلامية والأخلاقية والقيمية المرتبطة به والداعية لمناهضته .
علما أن المنطقة في حاجة لهكذا نقاشات ومبادرات تهم القضايا الآنية والتي تروم إبراز الأدوار الحقيقة للإعلام في مناهضة مختلف الظواهر المجتمعية فبالموازاة مع ذلك فقد عرف المغرب انفتاحا حقوقيا مس كل جوانبه وسياساته، ومن المواضيع المهمة التي اهتمت بها البلاد، موضوع العنف في شتى مجالاته(عنف ضد المرأة، العنف الأطفال، عنف المشغل ضد العامل، عنف داخل الوسط المدرسي…)، فإن ما يمارس من عنف في مؤسساتنا التعليمية لم ينل الحظ الكافي من الدراسة والتحليل، وحتى ما أسهب فيه المحللون في هذا المجال يكاد يدور في نطاق مظاهر العنف التي يمارسها المربي على المتعلم، حيث يغدو المعلِّم/ المربِّي، من خلال هذا المنظور، رجلاً فضاً لا يرحم تلامذته، ويذيقهم أقسى العقوبات .
وبدأ الاهتمام بظاهرة العنف سواء على مستوى الدولة أو الباحثين أو العاملين في المجال السلوكي والتربوي أو على مستوى المؤسسات والمنظمات غير الحكومية في الآونة الأخيرة في التزايد، وذلك نتيجة لتطور الوعي النفسي والاجتماعي بأهمية مرحلة الطفولة وضرورة توفير المناخ النفسي والتربوي المناسب لنمو الأطفال نموا سليما وجسديا واجتماعيا لما لهذه المرحلة من أثر واضح علي شخصية الطفل في المستقبل وهنا يأتي دواعي تنظيم هذه الندوة العلمية لرابطة الإعلاميين الشباب بالصحراء واستمرارا لمجموعة من الأنشطة والمشاريع التي تقوم بها والتي تمس قطاع الإعلام ودوره في كل القضايا الحساسة في المجتمع .
وشهدت الكلمة الإفتتاحية التي ألقاها السيد علي بوشنة رئيس رابطة الإعلاميين الشباب بالصحراء مرحبا بالحاضرين ومنوها بالشركاء عل رأسهم وزارة الثقافة و الإتصال قطاع الإتصال و الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين في إنجاح هذا اليوم الدراسي و مقدما لتعريف حول دواعي تناول الرابطة لهذا الموضوع ولما له من أبعاد تمس الجانب التربوي والإعلامي الذي يعنى بإشتغال الرابطة ودواعي تأسيسها بأنها فكرة شبابية طموحة ولدت نتيجة التقاء إرادة محلية و تطلعات كونية بأن الشباب قوة إقتراحية وقوة التغيير الإجتماعي، وهي تعتبر حاضنة فعلية لخيرة الشباب الإعلاميين بالأقاليم الجنوبية الطامحين لإبرازأنفسهم كفاعل أساسي في المجتمع ، وترك بصمتهم الخاصة في المسار التنموي بالمنطقة و بالبلاد وكذا لإثبات مدى اعتزازهم بانتمائهم و بهويتهم الوطنية ثم جاءت الكلمات الإفتتاحية لكل من رئيس اللجنة الجهوية السيد محمد سالم الشرقاوي الذي نوه بعنوان وأهمية الندوة وملامسته لعمل وإشتغال اللجنة الجهوية في مجال الطفولة وفي مختلف برامجها التربوية و الحقوقية التي تجعل مناهضة العنف محور أنشطتها من خلال المواثيق والتشريعات الوطنية و الدولية ثم تلتها كلمة السيدة فاطمة الأمين المديرة الجهوية لوزارة الثقافة والإتصال قطاع الاتصال التي شكرت جل الحاضرين والمساهمين في إنجاح الندوة وعمل الوزارة والمديرية الدائم مع مختلف الأندية الإعلامية في الرقي بالمشهد في التكوين و التأطير و التوجيه والدعم ، وتناول الكلمة السيد إبراهيم أعبيدها ممثل الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين الذي عبرعن أهمية الموضوع وراهنيته وسعي القطاع الوصي لبدل جهود جبارة في مناهضة العنف داخل الوسط المدرسي بالجهة و أشار إلى الأدوار المتكاملة لمختلف المتدخلين في النهوض بأوضاع التربية و التكوين و خاصة الإعلام وفي الأخير جاءت كلمة السيد محمد بولسان المدير الجهوي لوزارة الشباب و الرياضة الذي شكر مختلف الساهرين لإنجاح هذه الندوة العلمية لما لها من أهمية بالغة للشباب و الناشئة مع تحديد الأدوار الخاصة بالإعلام في مناهضة ظاهرة العنف بالوسط المدرسي .
وعرف برنامج الندوة العلمية مشاركة خبراء ودكاترة وأطر تربوية وإعلاميين وفاعلين محليين ومهتمين ومنتخبين حيث جاءت المداخلات على الشكل التالي :
– المداخلة الأول : ألقاها الدكتور ربيع أطال مختص في علم الإجتماع بعنوان ” ظاهرة العنف المدرسي مقاربة سوسيولوجية ” .
– المداخل الثانية : ألقاها السيد أعبيد أمريزيك بعنوان ” دور فدرالية أباء و أولياء التلاميد في في التحسيس والتوعية بمخاطر ظاهرة العنف المدرسي .
– المداخلة الثالثة : ألقاها السيد خطاري المحمودي بعنوان ” إستراتيجية وزارة التربية الوطنية للحد من ظاهرة العنف داخل الوسط المدرسي نموذجا الأكاديمية الجهوية لجهة العيون الساقية الحمراء ”
– المداخلة الرابعة : ألقاءها السيد سيدي أعمر الكنتاوي إعلامي بعنوان ” دورالإعلام في مناهضة العنف بالوسط المدرسي”
يذكر أن هذه الندوة العلمية جاءت بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف العاشر من دجنبر من كل سنة والذي عرفت من خلاله الحركة العالمية لحقوق الإنسان حراكا مهما خلال العقدين الأخيرين واحتلت مكانة مهمة في الثقافة السياسية للعالم أجمع، بتموضعها كحيز ضمن امتدادات الحركة السياسية الديمقراطية بصفة عامة، وكجزء من مشمولات السياسيات الحقوقية على وجه الخصوص ولم يكن الاهتمام بموضوع حقوق الإنسان بالمغرب وليد اليوم، بل منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي .
وفي الأخير عرفت هذه الندوة العلمية الخروج بعدة توصيات وخلاصات ستشكل أرضية للتأسيس لأيام دراسية و ملتقيات ومنتديات معنية بمناهضة العنف داخل الوسط المدرسي وفق مقاربة تضمن توسيع دائرة المشاركة و التشاور و الترافع بين مختلف المتدخلين في العملية التوعوية وعلى رأسها الإعلام و أهمها :
1. إدماج ثقافة مناهضة العنف بالوسط المدرسي ضمن برامج التكوين بمراكز مهن التربية والتكوين وفي برامج التكوين المستمر، وانجاز دراسات وأبحاث حول ظاهرة العنف بالوسط المدرسي وتعميمها على المختصين والخبراء والجمعيات، واعتماد سياسة مندمجة لمناهضة العنف بالوسط المدرسي والأخذ بعين الاعتبار كل أشكال العنف وأنواع العنف بالوسط المدرسي (الشارع- المجتمع –الإعلام – محيط المدرسة – المدرسة …)
2. تفعيل التواصل من كل مكونات الحياة المدرسية التركيز على بدائل العقاب الجاض بالكرامة التربوية على التسامح ونبذ العنف بالوسط المدرسي اعتماد الإبداع والرياضة داخل الحياة المدرسية لامتصاص العنف والتربية على قيم اشتراك التلاميذ في مجالس التدبير.
3. اعتماد مناهج للتلاميذ وإشراكهم في كل الحوارات الخاصة بالحياة المدرسية تنميط المقررات الدراسية والواقع الاقتصادي، والاجتماعي والثقافي المعاش خلق وحدات للطب النفسي داخل المؤسسات التربوية، تعنى بقضايا التلاميذ ولما لا الأطر التربوية خلق وحدات المساعدة الاجتماعية داخل المؤسسات التربوية.
4. ضرورة توفير الشروط اللوجستيكية والمالية والبشرية المؤهلة للمؤسسة التعليمية، وذلك من قبيل إحداث وتفعيل مراكز الاستماع والأندية التربوية وخلايا اليقظة ومشاريع المؤسسات ضرورة القيام بالمراقبة الوقائية(افتحاص مدرسي، تغيير البرامج والمناهج الدراسية، إشراك الطفل، الآلية الاستشفائية) .
5. ضرورة إصلاح الآليات التعليمية من الداخل (مثل ظاهرة الاستعطاف، العقاب التربوي، منظومة التقويم..)
6. اعتماد سياسة المحاسبة والمسؤولية والتتبع والمراقبة والنضر في التشريعات والقوانين الجاري بها العمل بما يضمن وضوحا وتدقيقا في توزيع المهام والاختصاصات والمسؤوليات .
7. إعادة النظر في طريقة التعليم الذي لم يرق بعد للمستوى المطلوب رغم المجهودات المبذولة،و جعل وسائل الإعلام تتوقف عن التشجع على العنف في الوسط المدرسي وفي الأسرة والمجتمع، وإعداد يوم وطني في الموضوع بمشاركة جميع الفاعلين ومختلف الأطراف إصدار نشرة دورية للمؤسسات.
8. عقد لقاء آخر لتبادل التجارب في مجال مناهضة العنف بالوسط المدرسي بإشراك الجمعيات العاملة في الميدان تكثيف التكوينات في مجال تقنيات المسرح المدرسي وإعداد الممثل وضع خريطة واضحة المعالم لرصد العنف تفعيل مساهمة المجتمع المدني في الحد من ظاهرة العنف بالوسط المدرسي ولاسيما المهتم بمجال حقوق الإنسان.
9. تفعيل مساهمة المجتمع المدني في الحد من ظاهرة العنف بالوسط المدرسي ولاسيما المهتم بمجال حقوق الإنسان مع تحسيس وتوعية كل الفاعلين التربويين تفعيل دور الأنشطة المدرسية والموازية بالمؤسسات.
10. وضع أخصائيين اجتماعيين بالمؤسسات تفعيل دور خلية الإنصات وضع خلية لرصد الحالات غير العادية ومصاحبتها ومحاولة إدماجها عن طريق أنشطة توجيهية إحداث لجن متعددة الاختصاصات محليا وجهويا ووطنيا لمناهضة العنف.
11. تخصيص حيز زمني للأنشطة بالمؤسسات التعليمية تفعيل التشبيك بين فعاليات المجتمع المدني في مجال رصد العنف وإعمال حقوق الإنسان بالوسط المدرسي تنظيم المزيد من اللقاءات التكوينية في مجال مناهضة العنف .
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.