أزمة خانقة تهز ثانوية “فاطمة الفهرية” بآسفي: صراع داخلي، اتهامات بالفساد، ولجان تفتيش تكشف اختلالات مالية

abdelaaziz613 أغسطس 2025Last Update :
أزمة خانقة تهز ثانوية “فاطمة الفهرية” بآسفي: صراع داخلي، اتهامات بالفساد، ولجان تفتيش تكشف اختلالات مالية

تعيش الثانوية الإعدادية “فاطمة الفهرية” بمدينة آسفي على وقع أزمة تربوية غير مسبوقة، تفجرت أحداثها خلال الموسم الدراسي المنصرم، وامتدت تداعياتها إلى أجواء التحضير للموسم الجديد، في ظل غياب حلول حاسمة من طرف المديرية الإقليمية للتعليم. ما بدأ كخلاف داخلي بين مديرة المؤسسة وعدد من الأطر التربوية، سرعان ما تحول إلى صراع مفتوح تخللته اتهامات متبادلة بسوء التدبير واستعمال النفوذ وتصفية الحسابات الإدارية، قبل أن يصل صداه إلى النقابات والسلطات التربوية.

شرارة الخلاف

الأزمة خرجت إلى العلن إثر تغييرات مفاجئة في جداول الحصص الدراسية، اعتبرتها المديرة “إجراءات تنظيمية قانونية” استندت إلى ملاحظات لجنة من المفتشية العامة للوزارة، التي وقفت – بحسبها – على اختلالات بيداغوجية وتدبيرية سابقة، مما استدعى إعادة ضبط استعمال الزمن وإنهاء ما وصفته بـ”العشوائية”.
في المقابل، رأى أساتذة متضررون أن القرارات اتخذت بشكل انتقائي واستهدفت أشخاصًا بعينهم، معتبرين أن المديرة تحاول إحكام سيطرتها على تفاصيل العمل داخل المؤسسة، وتتخذ قرارات انفرادية دون الرجوع إلى هياكل التسيير الجماعي. أحد الأساتذة تحدث عن “كمين إداري” أفضى إلى متابعته قضائيًا إثر خلاف مع تلميذة، انتهى بحكم شهرين موقوفي التنفيذ رغم تنازل أسرتها، معتبرًا أن المديرة استغلت الواقعة لتصفيته مهنيًا.

التصعيد النقابي

تطور الخلاف دفع المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم (FNE) إلى التدخل وإصدار بلاغ شديد اللهجة، اتهم فيه الإدارة بخلق أجواء “غير تربوية” تمس شروط العمل السليم، وبالتورط في “خروقات إدارية ومالية وتربوية”، من بينها تعطيل مصالح الأساتذة والتلاميذ، الضغط على الأطر التعليمية، التأثير على سير الجمعية الرياضية، تهميش دور المجالس التربوية، المساس بحرية العمل النقابي، والتستر على موظف متابع منذ 2019.

تفتيشات تكشف خروقات مالية

الأسبوع الماضي، حلت لجان تفتيش إقليمية بتكليف من المدير الإقليمي لمعاينة الوضع المالي والإداري داخل الثانوية. مصادر مطلعة أكدت أن اللجان سجلت اختلالات بارزة، من بينها تحويل مبلغ يقارب 13 ألف درهم من ميزانية المؤسسة إلى حساب الجمعية الرياضية بشكل غير قانوني، إضافة إلى غياب وثائق محاسباتية أساسية تبرر صرف الاعتمادات، ما أثار تساؤلات حول مدى احترام الضوابط المالية وربط المسؤولية بالمحاسبة.

روايات متضاربة وضغوط سياسية

في الوقت الذي تطالب فيه مجموعة من الأساتذة، عبر عريضة موقعة، المدير الإقليمي بالتدخل الحازم ووقف “العبث التدبيري”، تتحدث مصادر من داخل المؤسسة عن استفادة المديرة من “غطاء نقابي” مرتبط بحزب سياسي نافذ، يوفر لها حماية من أي مساءلة. لكن المديرية الإقليمية تنفي هذه المزاعم، وتؤكد أن كل الملفات تُدرس بموضوعية.

موسم دراسي مهدد بالاحتجاجات

مع اقتراب الدخول المدرسي، يسود الترقب والحذر داخل أوساط الشغيلة التعليمية بالمؤسسة، وسط تهديدات بخوض احتجاجات أمام الثانوية والمديرية الإقليمية إذا لم تُتخذ قرارات جريئة لإعادة الاستقرار وإنهاء حالة التوتر. وبين محاولات الصلح الفاشلة ولجان التفتيش التي تكشف اختلالات، يبقى مصير الموسم المقبل رهينًا بقدرة المسؤولين على فرض حلول عملية تحترم القانون وتعيد الثقة للمجتمع التربوي.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading