النهار نيوز فرنسا
في يوم الجمعة 14 مارس بمدينة ألونسون، وفي قاعة Halle aux Toiles، نظم اتحاد مساجد فرنسا (UMF) في نورماندي إفطارًا جمهوريًا، وهو حدث رمزي جمع شخصيات سياسية، وممثلين عن الدولة، وفاعلين جمعويين. وقد ترأس هذا الإفطار حكيم مفتاح، حيث جسد روح السلام والتسامح والحوار بين المجتمعات.
تعبئة استثنائية
شهد هذا الحدث حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم:
السيدة فيرونيك لواجيه، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالتجارة والحرف والمقاولات الصغرى والمتوسطة والاقتصاد الاجتماعي والتضامني،
السيد جاليه سيباستيان، محافظ إقليم أورن،
السيدة شانتال جوردان والسيد تييري ليجيه، نائبا إقليم أورن،
السيدة ناتالي غوليه، عضوة مجلس الشيوخ عن إقليم أورن،
السيدة ميريم طالب، قنصل المملكة المغربية في رين،
السيد أوليفييه بيتز، عضو مجلس الشيوخ عن إقليم أورن ونائب رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية-المغربية،
السيد جواكيم بويو، عمدة مدينة ألونسون، إضافة إلى عدد من المسؤولين المحليين وممثلي الجمعيات.
تعكس هذه التعبئة الكبيرة الأهمية الخاصة التي يحظى بها هذا الحدث، الذي يتجاوز البعد الديني ليصبح رمزًا للوحدة والتماسك الاجتماعي.
رسالة أخوة وتسامح
في كلمته، أكد حكيم مفتاح أن هذا الإفطار الجمهوري هو صورة قوية للسلام والتعايش المشترك، مشددًا على أهمية مثل هذه اللقاءات في تعزيز التواصل والتفاهم بين المجتمعات.
من جانبه، أشاد محافظ أورن، السيد جاليه سيباستيان، بهذه المبادرة، مؤكدًا على التزام الدولة بحماية حرية المعتقد وأمن أماكن العبادة، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك. كما أدان بشدة أي اعتداءات تستهدف دور العبادة، مشددًا على أن الجمهورية تحمي جميع الأديان والمعتقدات.
أما عمدة ألونسون، جواكيم بويو، فقد أبرز الدور الإيجابي للجالية الفرنسية-المغربية في المنطقة، مشيرًا إلى العلاقات المتينة التي تجمع بين فرنسا والمغرب. وقد تعززت هذه العلاقات مؤخرًا بزيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى المغرب في أكتوبر الماضي، كما ذكرت بذلك السيدة ميريم طالب، القنصل العام للمغرب، التي انتقلت من رين خصيصًا لحضور هذا اللقاء والتواصل مع الجالية المغربية في المدينة. وقبل ساعات من الحدث، عقدت القنصل أيضًا اجتماعًا مع عمدة ألونسون.
لحظة تقاسم وروحانية
بعيدًا عن الكلمات الرسمية، كان هذا الإفطار لحظة متميزة من الود والتقاسم، حيث تبادل الحاضرون أطراف الحديث حول وجبة جماعية أعدتها شابتان تعكسان تميز المطبخ المغربي.
إن شهر رمضان لا يقتصر فقط على الصيام، بل هو أيضًا شهر للروحانية والتضامن، وهي رسالة تم التأكيد عليها بشكل واسع خلال اللقاء.
وفي بادرة دعم لجاليته في فرنسا، أرسل المغرب مجموعة من الأئمة خلال هذا الشهر الفضيل لمرافقة المؤمنين روحيًا. وتؤكد هذه المبادرة على أهمية الحوار بين الثقافات والأديان في بناء مجتمع متماسك ومنسجم.
اتحاد مساجد فرنسا: ركيزة للتعايش المشترك
يعد اتحاد مساجد فرنسا (UMF)، بقيادة حكيم مفتاح، منظمة مستقلة، تتمثل مهمتها الأساسية في تنظيم وتطوير شؤون العبادة الإسلامية في فرنسا. ومن خلال تنظيم هذا الإفطار، يؤكد الاتحاد التزامه بالانفتاح والحوار، مسهمًا بذلك في بناء مجتمع أكثر سلمًا وأخوة.
وبجمعه بين المسؤولين المنتخبين، وممثلي الدولة، والمواطنين حول قيم السلام والتسامح، وجه هذا الحدث رسالة قوية مفادها أن الإسلام دين سلام، بعيد كل البعد عن الصور النمطية المغلوطة.
تجسد هذه المبادرة، التي تعمل على مد الجسور بين المجتمعات المختلفة، نموذجًا ناجحًا لتعزيز التماسك الاجتماعي والاحترام المتبادل. وبذلك، يرسم اتحاد مساجد فرنسا طريقًا نحو مستقبل تسير فيه الوحدة والتنوع جنبًا إلى جنب، يدًا بيد.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.