المال الحرام و أثره في استنبات  صفحات الإجرام المنظم

abdelaaziz69 مارس 2025Last Update :
المال الحرام و أثره في استنبات  صفحات الإجرام المنظم

بقلم: ذ/ عبد الحميد العباس محام بهيئة طنجة

 

من التحديات و الظواهر التي باتت تقلق العقل الأمني المغربي ، وجعلها محط اهتمام وتتبع دقيق ورصد احترافي من إدارات أمنية ذات الإختصاص في الحفاظ على الأمن و النظام العام ، مواجهة و تحييد اخطارها على استقرار المجتمع و طمأنينته ، ما أصبحت تعج به وسائل التواصل الاجتماعي من صفحات وهمية ثبت و تنفث سمومها من الخارج و حتى من الداخل ، عبر ترويج الإشاعات وبث وتوزيع الادعاءات الكاذبة و التقولات الرخيصة ، وتزييف الحقائق و ممارسة التظليل الممنهح و الإحتيال الدعائي ، بهدف المس و الإضرار بالشرفاء من أبناء الوطن ، وتصفية حسابات وهمية ، في محاولة يائسة للتأثير السلبي و النيل من مصداقية الرموز الصادقة العصية عن التدجين أو الاستقطاب الفاسد.

وخطورة الأمر تتجلى في أن نشاط شبكة الإجرام المنظم التي توضحت زور ادعاءاتها المفروشة و المفشوشة ، هي أنها تستعمل أساليب قذرة و تواجدها بالخارج يجعلها فريسة سهلة للعمالة لدول أجنبية معاذية.

لذلك كان القرار الحاسم لمؤسسات وطنية من أجل البحث و التحري لتفكيك تلك الشبكات و امتداداتها خصوصاً مع جهات داخلية و أشخاص و سماسرة و محترفي الفتن و الفوضى ، التي ينتعشون من خلالها و بواسطتها.

إن ما تم اكتشافه و ضبطه من اتساع لهذه الظاهرة التي تستفيد من عائدات المال الحرام من الفساد الإداري و السلطوي و من تجارة الممنوعات في عمليات الترهيب عبر الضغط بخلق و ترويج الإشاعات و الإدعاءات الرخيصة.

لذلك فإنه و الحالة هاته ، أصبح من الضرورة القصوى بتواجد طفيليات الجريمة المنظمة و شبكاتها على منصات التواصل الاجتماعي ، للتحكم و توجيه النقاش العام و التأثير على الرأي العام عبر البلطجة و ممارسة الترهيب الممنهج حتى على مسؤولي الدولة و شرفاء و رجال الوطن الصادقين ، فإنه من اللازم أن تمنح للأجهزة الساهرة على رصد و تتبع خطط التخريب و نشر الفوضى ، امكانات و قنوات تصريف الرأي و القرار الأمني ، بشكل يساهم في التصحيح و التصويب و إعادة الصياغة و رسم المسار ، الذي يحترم و يكرس توجهات و ثوابت ومرجعيات الدولة ، والسير السلس لمؤسسات نفاذ القانون.

فليس من العبث أن نجد التشريع المغربي يربط بين قوانين مكافحة غسيل الأموال و تمويل العمليات الإرهابية ، إيمانا بأن أساليب الإجرام المنظم لا تتوانى في تحين الفرص لزعزعة الأمن و الإستقرار ، ومن هذا المنطلق يتعين على الإدارة المركزية لأقسام الشؤون الداخلية و أمام نقص تجربة بعض رؤسائها الإقليميين حثهم على التنسيق و أخذ الرأي الملزم من أصحاب الإختصاص الأمني في بعده الإستراتيجي.

فنقولها و نعيدها ما خاب من استشار ، ومجال ممارسة السلطة لا يتحمل اجتهادات معيبة حد التبرهش ولعب الدراري ، ولي هربلو راس الخيط ، عليه أن يحتكم للرموز المؤسسة لبنيان الدولة و مؤسساتها ، وعلى رأسهم المرحوم الحسن الثاني الذي جعل رحمة الله عليه فكر التعدد مجالا خصبا للتنافس الإيجابي خدمة للصالح العام ، وليس سقوطا غبيا في فخ التنافس السلبي الهدام.

وختاما سأستشهد بأستاذنا العميد محمد يحيا ، الدكتور الجامعي بكلية الحقوق بطنجة و منسق وحدة البحث و التكوين في موضوع الإدارة و التنمية ، في أن الدولة عقب الإستقلال اعتمدت على الإدارة لحل العديد من الاشكالات ، فتحولت الإدارة بدورها إلى عبئ يحتاج إلى برامج إصلاحية.

فلا يمكن بالمطلق ان نظل و ان نتحمل أخطاء موظفين سقطوا سهوا في مجال الإدارة الترابية ، فاحذر يا زميل الأمس و مسؤول اليوم غضب الحليم ابن الشعب ، الذي ذنبه الوحيد أنه كان وما زال وسيظل يحترم مؤسسات الدولة في كلياتها العمودية و الأفقية ، ويؤمن بالإصلاح منهجا وسنة للتقدم و التطوير.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading