يتابع المرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام بقلق بالغ تزايد حالات الانتحار أو محاولاته في أوساط التلاميذ، وهو مؤشر خطير يستدعي تدخلاً عاجلاً من مختلف الفاعلين في المنظومة التربوية والاجتماعية. إن المدرسة، باعتبارها فضاء للتنشئة والتربية، يجب أن تكون بيئة آمنة وداعمة، تسهم في تعزيز الصحة النفسية للمتعلمين، وليس مصدرًا للضغط والتوتر الذي قد يدفع بعضهم إلى خيارات مأساوية.
إننا في المرصد نؤكد على أن العنف، بمختلف أشكاله، سواء اللفظي أو الجسدي أو النفسي، لا يولد سوى العنف المضاد، ويؤثر بشكل سلبي على نفسية التلاميذ، خاصة في هذه المرحلة العمرية الحساسة التي تتميز باضطرابات نفسية وتغيرات اجتماعية تؤثر على سلوكهم وردود أفعالهم. وعليه، فإن التعامل مع التلاميذ يجب أن يكون مبنيًا على مبادئ الاحترام، الفهم العميق لنفسيتهم، والاحتواء بدل العقاب القاسي أو التوبيخ المهين.
وفي هذا الإطار، يدعو المرصد إلى:
1. تعزيز التكوين النفسي والتربوي للأساتذة، لضمان تفاعلهم الإيجابي مع التلاميذ، والابتعاد عن أساليب العنف أو الترهيب التي قد تؤثر على نفسيتهم.
2. إدماج مقاربة الدعم النفسي والاجتماعي في المؤسسات التعليمية، عبر تخصيص أخصائيين نفسيين ومستشارين تربويين قادرين على مواكبة التلاميذ في أزماتهم النفسية.
3. تفعيل برامج التوعية داخل المؤسسات التعليمية، حول الصحة النفسية، وطرق مواجهة الضغوط المدرسية، وتشجيع ثقافة الحوار والتعبير عن المشاعر دون خوف أو تردد.
4. فتح قنوات تواصل دائمة بين التلاميذ والإدارة التربوية، لتمكينهم من التعبير عن مشاكلهم دون خوف من العقاب أو الإقصاء.
5. التعامل بحزم مع أي شكل من أشكال العنف داخل المؤسسات التعليمية، سواء كان مصدره الأساتذة أو الإدارة أو حتى زملاء التلاميذ.
إن حماية الطفولة والشباب مسؤولية جماعية، تتطلب تظافر جهود الأسر، المؤسسات التعليمية، والمجتمع المدني لضمان بيئة تربوية سليمة، تحترم كرامة التلاميذ وتحميهم من كل أشكال العنف النفسي والجسدي.
وعليه، فإننا ندعو كافة المتدخلين إلى اتخاذ إجراءات فورية وملموسة للحد من هذه الظاهرة، حمايةً لأجيال المستقبل وضمانًا لحقهم في تعليم آمن وإنساني.
المرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال ال عام
حرر بتاريخ: [تاريخ اليوم]
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.