في مساء يوم أمس، احتضن المركز الثقافي أكدال في قلب عاصمة الأنوار الرباط، فعاليات المهرجان الدولي للشعر الإنساني الذي نظمته الجامعة المغربية للشعر والفنون والدبلوماسية الموازية. هذا الحدث الثقافي البارز جاء ليعكس التزامًا عميقًا بالتسامح والتعايش والسلام، وهو بمثابة رسالة قوية من المغرب إلى العالم بأسره تعبر عن أواصر الوحدة الإنسانية التي لا تتأثر بالتباينات الثقافية واللغوية.
لقد جمع المهرجان العديد من الشعراء والأدباء من مختلف بقاع الأرض، حيث تناوبوا على منصة الإبداع ليعبروا عن أصواتهم وأفكارهم من خلال القصائد التي ترسخ قيم الإنسانية وتدعو إلى الانفتاح على الثقافات الأخرى. وبرز من بين الحضور عدد من الشخصيات الدبلوماسية الرفيعة التي أكدت على أهمية هذه المبادرات الثقافية التي تشكل حلقة وصل بين الأمم والشعوب.
كما كان للمهرجان دور كبير في تعزيز التنوع الثقافي واللغوي، فقد كانت القصائد التي أُلقيت تُعبّر عن غنى التجارب الإنسانية المشتركة ، افتتحت بقصائد الشاعرة و الأديبة المغربية إمهاء مكاوي وتعكس قيم الوحدة التي تظل الأساس في بناء علاقات إنسانية صادقة وراسخة. وقد أتاح هذا الملتقى الثقافي للمشاركين من مختلف البلدان فرصة للتواصل الفكري والعاطفي، مشجعًا على الحوار والتفاهم المتبادل.
إن هذه المبادرة، التي تزامنت مع الاحتفال بالثقافة و اليوم العالمي للإذاعة في أبهى تجلياتها، تمثل رسالة من المغرب للعالم، بأن الشعر و الإعلام و الفنون هم مجالات أساسية لتقريب الشعوب من بعضها البعض، ولتعزيز سبل السلام في عصر تزداد فيه التحديات السياسية والاجتماعية. ومن خلال هذه الفعاليات، أظهر المهرجان قدرة الثقافة والفنون على تجاوز الحدود الجغرافية والعوائق اللغوية، ليكون الشعر أداة حية وفعّالة في نقل معاناة الناس وآمالهم، ولينقل رسالة إيجابية عن العالم الذي نطمح إليه جميعًا.
بقلم الأديبة و الشاعرة إمهاء مكاوي
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
