تقنية الفار بين الإيجابيات في الدوريات العالمية والسلبيات في الدوري الاحترافي المغربي

abdelaaziz61 فبراير 2025Last Update :
تقنية الفار بين الإيجابيات في الدوريات العالمية والسلبيات في الدوري الاحترافي المغربي

محمد بوهلال مراسل جريدة النهار نيوز المغربية

 

في عصر التكنولوجيا المتقدمة، أصبحت تقنية الفار (التقنية المساعدة للحكم) واحدة من الركائز الأساسية في تحسين أداء التحكيم في عالم كرة القدم. فقد شهدت الدوريات الكبرى في أوروبا تحسينًا ملحوظًا بفضل هذه التقنية، حيث أصبح الحكام قادرين على اتخاذ قرارات أكثر دقة وفي وقت أقل، مما يعزز من مصداقية المنافسات ويزيد من متعة المباريات.

 

في الدوريات الأوروبية، يتم استخدام الفار بسلاسة وفاعلية، حيث يتمكن الحكام من التحقق بسرعة من الحالات المثيرة للجدل واتخاذ قرارات دقيقة، مع الحد من التأثير على وتيرة المباراة. وقد أصبحت هذه التقنية سيدة الموقف في الكثير من المباريات الحاسمة، دون أن تؤثر على تدفق اللعبة أو متعة الجماهير.

 

لكن في المقابل، يعاني الدوري الاحترافي المغربي من مشاكل عدة في تطبيق هذه التقنية. بالرغم من تواجد الفار في معظم المباريات، إلا أن استخدامه لا يتم بالشكل المطلوب، مما يؤدي إلى حالة من الارتباك في اتخاذ القرارات. غالبًا ما نشهد توقفات طويلة تتجاوز خمس دقائق أثناء مراجعة الحالات البسيطة، مما يثير استياء المشجعين ويؤثر سلبًا على سير المباراة. هذا البطء في اتخاذ القرار لا يُنقص من متعة المباراة فحسب، بل يزيد من حالة الإحباط التي يشعر بها اللاعبون والجماهير على حد سواء.

 

المشاكل لا تقتصر على البطء فقط، بل تمتد إلى تزايد الأخطاء التحكيمية في المباريات الحاسمة، الأمر الذي يثير تساؤلات كثيرة حول قدرة الحكام المحليين على الاستفادة الأمثل من الفار. فالكثير من المتابعين والمحللين الرياضيين يرون أن هناك حاجة ملحة لتطوير مهارات الحكام في التعامل مع هذه التقنية الحديثة. وقد وصل الأمر ببعض الجماهير إلى المطالبة باستقدام حكام أجانب للإشراف على المباريات الحاسمة، خاصةً في ظل الانتقادات المتزايدة لأداء التحكيم المحلي.

 

هذه الانتقادات لا تقتصر على الجماهير فقط، بل تشمل أيضًا الخبراء الرياضيين الذين يرون أن الفار في الدوري المغربي أصبح مصدرًا للإرباك بدلاً من أن يكون أداة للتقليل من الأخطاء. إذ يتطلب الأمر مزيدًا من التدريب والمراقبة الدقيقة للحكام المحليين، مع ضرورة تسريع عملية اتخاذ القرارات لتجنب التأثير على سير المباراة.

 

مع كل هذه التحديات، تظل تقنية الفار أداة لا غنى عنها في عالم كرة القدم، ولكنها تحتاج إلى تحسين طريقة تطبيقها في الدوري المغربي. يجب على المسؤولين في الجامعة الملكية لكرة القدم أن يعكفوا على تطوير البنية التحتية للتحكيم وتعزيز قدرات الحكام، لضمان أن الفار لا يتحول إلى عبء بل يصبح عاملًا مساعدًا في تحقيق العدالة الرياضية.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading