النهار نيوز المغربية:ع الرزاق توجاني
في خطوة تهدف إلى إعادة تأهيل واحدة من أهم الساحات العالمية، صادق المجلس الجماعي لمدينة مراكش وشركاؤه على ميزانية تفوق أربعة مليارات درهم لإعادة هيكلة ساحة جامع الفناء. هذه المبادرة تعكس طموح المسؤولين للنهوض بالجانب السياحي وتحسين البنية التحتية للساحة التي تعتبر رمزا عالميا للثقافة والتراث المغربي.
ورغم أهمية هذا المشروع، إلا أنه أثار تساؤلات وانتقادات حول مدى اهتمامه بالموروث الثقافي الذي يمثل جوهر الساحة. فقد أشار العديد من المهتمين بالشأن الثقافي، ومن بينهم الفاعل الجمعوي السيد عبد الحق، إلى أن الساحة تفقد تدريجيا هويتها الحقيقية المتمثلة في فن “الحلقة” الذي يعد القلب النابض لجامع الفناء.
فن الحلقة الذي يضم الحكواتيين، والمشعوذين، والمغنيين، ورواة القصص، هو ما جعل ساحة جامع الفناء متميزة عن غيرها من الساحات العالمية. ولكن مع مرور الوقت، يبدو أن التركيز ينصب أكثر على الأنشطة التجارية مثل المأكولات والمشروبات، في حين يعاني رواد الحلقة من أزمة اجتماعية خانقة تهدد هذا التراث بالاندثار.
وأكد السيد عبد الحق أن فن الحلقة يواجه تحديات كبيرة، أبرزها غياب الدعم المؤسسي، وعدم توفير تغطية صحية أو ضمان اجتماعي لهؤلاء الفنانين الذين يشكلون جزءا لا يتجزأ من تاريخ الساحة. وأوضح أن غياب الخلف المهتم بهذا الفن التقليدي يعمق الأزمة ويجعل مستقبل الحلقة على المحك.
يدعو المهتمون بالشأن الثقافي في مراكش إلى ضرورة تخصيص جزء من ميزانية إعادة الهيكلة لدعم رواد الحلقة وتوفير الظروف الملائمة لاستمراريتهم. فهم الأصل والجوهر الذي جعل جامع الفناء يسجل ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية.
إن إعادة تأهيل البنية التحتية للساحة أمر مهم، لكنه لا يجب أن يكون على حساب الموروث الثقافي الذي يمنح الساحة طابعها الفريد. يجب على الجهات المسؤولة العمل على تحقيق توازن بين الجوانب المادية والثقافية لضمان استدامة هوية جامع الفناء كرمز عالمي للفرجة والتراث الإنساني.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.