استحضر المكتبُ السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، المُنعقِد يوم الثلاثاء 11 يناير 2022، الدلالاتِ الوطنية القوية لذكرى تقديم وثيقة المُطالَــبَــة بالاستقلال التي يُخلدها الشعبُ المغربي هذا اليوم. وهي الذكرى التي تُحيلُ على لمحاتٍ مجيدة من تاريخ بلدنا وصموده وكفاحه من أجل التحرر وبناء مغرب موحد وقوي. وبهذه المناسبة، أكد المكتب السياسي على ضرورة الحرص الدائم على تعزيز الشعور بالانتماء إلى الوطن، وعلى ربط الحاضر بالماضي، ومواصلة الدفاع الحازِمِ عن صحرائنا المغربية، وتثبيت وحدتنا الترابية واستكمالها عبر استرجاع سبتة ومليلية والجزر الجعفرية، والاستمرار في صَــوْنِ سيادة بلادنا واستقلالية قرارها، في كَنَفِ جبهة وطنية متينة ومتماسكة.
تهنئة بمناسبة رأس السنة الأمازيغية والمُطالبة بإقرارها عيدا وطنيا
كما تَــوَجَّــهَ المكتبُ السياسي بتهانئه إلى جلالة الملك، وإلى كافة أفراد الشعب المغربي، بحلول السنة الأمازيغية الجديدة. وبالمناسبة يُجدد حزب التقدم والاشتراكية مُطالبته الحكومة بالاستجابة لمطلب إقرار رأس السنة الأمازيغية عيدًا وطنيا، وذلك بالنظر إلى ما يكتسيه الموضوعُ من رمزية قوية. وفي نفس الوقت، يُطالب حزبُ التقدم والاشتراكية الحكومةَ باتخاذ وتفعيل إجراءاتٍ فعلية وحقيقية للنهوض بأوضاع الأمازيغية وإدماجها في كافة مناحي الحياة، انسجاما مع مقتضيات الدستور، ومع حقيقةِ تعددِ مكونات وروافدِ الهوية المغربية الغنية في إطار وحدة اللُّــحمة الوطنية.
ضرورة ضمان الأمن المائي الوطني ودعم الفلاحين الصغار
من جانبٍ آخر، تطرق المكتبُ السياسي إلى تأخر وضُعفِ التساقطات المطرية خلال الموسم الحالي. وهو الأمرُ الذي يُـــفاقِمُ المستوى المتدني لِــنِسَب توفر المياه بمُعظم الأحواض المائية وبأغلب السدود، ويُــهَدِّدُ، ليس القطاع الفلاحي فحسب، بل وحتى القدرة على التزويد بالماء الصالح للشرب في عددٍ من مُــدُنِ وقُرى بلادنا.
وعلى هذا الأساس، يُطالِبُ حزبُ التقدم والاشتراكية الحكومةَ باتخاذ تدابير استعجالية لدعم الفلاحين الصغار في المجال القروي، والذين تضاعفت مُــعاناتُــهم بفعل تداعيات الجائحة وانعكاسات الجفاف، وعلى الخصوص من جَـــرَّاءِ ارتفاع أسعار البذور والأسمدة والأعلاف. كما يُطالبها ببلورة مُخططٍ يضمن الأمن المائي الوطني لجميع الاستعمالات، مع يقتضيه ذلك من إعادة النظر في مخطط المغرب الأخضر، بما يستحضر بُعْــدَ الحفاظ على الثروات المائية الجوفية والسطحية، وضرورة النهوض بالفلاحة الصغرى وبعالَم الأرياف والمناطق الجبلية والنائية.
أوضاع اقتصادية جِدًّا صعبة تستدعي مخططا حكوميا حقيقيا لإنعاش وإنقاذ المقاولات
أيضا، تناول المكتبُ السياسي مُجمل تداعيات الجائحة ببلادنا. وتوقف عند الصعوبات الجدية التي تعيشها مُـــعظمُ المقاولاتِ الوطنية الصغرى والمتوسطة، حيث أنَّ عدداً منها تَــعَــرَّضَ للإفلاس أو أنها مُهددةٌ به، في قطاعاتٍ إنتاجية مختلفة. كما توقف عند ما يترتبُ عن هذه الأوضاع من تأزمٍ خطيرٍ للأوضاع الاجتماعية لعددٍ كبير من العاملات والعمال.
وعلى هذا الأساس، يَــعتبر المكتبُ السياسي أنَّ على الحكومة المُــسارَعَةُ إلى تحضير وبلورة خطة عملية حقيقية لإنقاذ وإنعاش القطاعات والوحدات الإنتاجية المتضررة، علماً أن الأوضاع مفتوحة على احتماليةِ مزيدٍ من التفاقم بحسب تطور الوضع الصحي المرتبط بالجائحة.
المصادقة على وثيقة “في أفق التحضير للمؤتمر الوطني الحادي عشر: مداخل للتفكير والنقاش”
أمَّا على صعيد الحياة الداخلية للحزب، فقد صادق المكتبُ السياسي، بعد تعميق النقاش، على وثيقة “في أفق التحضير للمؤتمر الوطني الحادي عشر: مداخل للتفكير والنقاش”، باعتبارها ورقة مدخلية الغايةُ منها تأطير عمليات التحضير للمؤتمر الوطني الحادي عشر وتحديد الأفق الاستراتيجي للحزب الهادف إلى صون هويته ومبادئه وتوجهاته، وإلى تجديد مقارباته وطرق عمله، وإلى توسيع صفوفه وتعزيز مكانته داخل المشهد الوطني.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.