استجابة للنداء الذي عممه التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين والإطارات المنضوية في الفئات الاجتماعية المهمشة، نظمت السبت 12 دجنبر/كانون الأول 2015 وقفة سلمية بشارع السمارة أمام حي معطى الله على الساعة الخامسة مساء عرفت حضورا مكثفا للجماهير الصحراوية المتعاطفة مع القضايا الإجتماعية للمعطلين والمهمشين الصحراويين، وقد رددت فيها الشعارت المنددة باستمرار الدولة المغربية في سياسة الإقصاء والتهميش والحكرة والمهانة في حق أبناء المنطقة الذين صاروا يطأون عتبة الفقر نتيجة الارتفاع المهول في معدلات البطالة التي صارت تنخر التماسك الإجتماعي للعائلات الصحراوية، يأتي هذا في وقت صدعت وسائل الإعلام الغوبلزية رؤوسنا بكون الصحراء تعيش في بحبوحة من النعمة والترف في حين أن الصحراء لا تعيش إلا في بحبوحة من القمع و التفقير والتجويع والضياع.
وقد طوقت الوقفة الاحتجاجية السلمية مختلف تشكيلات المخزن من عناصر شرطة بزي مدني ورسمي ووحدات من القوات المساعدة، وقد أصدر مباشرة الأمر بالتدخل نائب والي الأمن الذي كان متواجدا بمعية الباشا ورؤساء الدوائر الأمنية قبل أن يفاجأ الجميع بانضمام النائب البرلماني “محمد سالم لبيهي” إلى الوقفة في سابقة من نوعها معبرا عن تعاطفه مع القضايا الاجتماعية للمعطلين الصحراويين حملة الشواهد والفئات الصحراوية المسحوقة وهو ما جعل السلطات المخزنية تفتح معه حوار لدقائق محاولة إجباره على الإنسحاب،غير أنه عبر لهم بشكل صريح عن إصراراه على المشاركة في الوقفة، وهو ما أشاد به جموع المشاركين الصحراويين في الشكل الاحتجاجي السلمي الذي لم يدم إلا 15 دقيقة قبل أن تقوم فرق التدخل السريع والقوات المساعدة وجيش من البوليس بزي مدني بالهجوم على المتظاهرين بشكل هيستيري وهمجي خلف حصيلة ثقيلة من الجرحى والمعطوبين.
ولم تكتفي السلطات المخزنية بهذا الحد بل قامت بمطاردة المتظاهرين في مختلف الأزقة والشوراع المتفرعة من شارع السمارة منهالة عليهم بالضرب والركل وممطرة إياهم بوابل من السب والشتم الحاط من الكرامة الإنسانية. وفي هذا الصدد قامت فرقة بزي مدني يتزعمهم الجلادين “سعيد العقيلي” و”عالي السرغوني” بمطاردة المعطل الصحراوي “محمد بيبا” واختطافه من داخل محل تجاري بقيسارية “النجماوي” منهالين عليه بشتى صنوف التعذيب الجسدي والنفسي قبل أن يلقوه في منطقة خالية من السكان قرب ساحة أم السعد مجبرينه على تنظيف وجهه من أثار الدماء، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بالعودة إلى المحل التجاري بالقيسارية المذكور وتهديد صاحبه، وسرقة محتويات المعطل الصحراوي التي تركها بالمحل المذكور.
هذا وقد التحق جموع من المواطنين بالمستشفى الاقليمي “الحسن بن المهدي” لزيارة المصابين والاطمئنان عليهم إلا أنهم فوجئوا بوحدات من التدخل السريع والقوات المساعدة وبوليس بزي مدني يطوقون المكان ويمنعونهم من الولوج الى المستشفى بل أقدموا بشكل هيستيري على التدخل ضدهم منهالين عليهم بالضرب والركل والسب والشتم في خطوة خطيرة تعري الشعارات الرنانة التي مافتئت تطبل لها الدولة من قبيل “العهد الجديد” و ” المفهوم الجديد للسلطة” وصلت بهم إلى منع المواطنين من الولج إلى مرفق عمومي وهو المستشفى بل وصلت عنجهيتهم من منع المعطوبين من تلقي الإسعافات الأولية ، ونورد هما لائحة بأسماء المصابين ونوعية إصاباتهم:
- يوسف الشرقاوي: أصيب خلال التدخل الوحشي ضد الوقفة على مستوى الوجه والرقبة ونتيجة عدم توفر سيارة إسعاف تنقله إلى المستشفى لتلقي العلاجات الأولية انتقل عبر سيارة خاصة إليه فإذا به يفاجئ بعناصر بوليس بزي رسمي ومدني يتقدمهم الجلاد “سعيد العقيلي” يمنعونه من الدخول بل أقدموا بشكل وقع على تعنيفه والانهيال عليه بالضرب والرفس والركل تاركينه ملقى في قارعة الطريق أمام المستشفى وهو لحد الآن يعاني من إصابات وكدمات في مختلف أنحاء الجسم دون أن يتلقى أي علاج.
- سعيد العياشي: إصابة بليغة على مستوى الساق والرجل اليسرى، تنقل عبر سيارة شخصية إلى المستشفى ومنعته السلطات المخزنية من الولوج لتلقي الإسعافات الأولية ليظل ملقى على الأرض لمدة أكثر من ساعة ونصف حتى تدخل النائب البرلماني محمد سالم لبيهي.
- محمد بيبا: إصابة على مستوى الأنف وكدمات على مستوى الوجه كما أنه تعرض لكسر أحد أسناه وفقدانه لضرس وذلك نتيجة الضرب المبرح الذي تعرض له أثناء اختطافه من طرف الجلادين “محسن السرغيني” و”سعيد العقيلي”.
- عبد العالي الأنصاري: إصابة بليغة على مستوى الحاجب وبالمقربة من عينه اليمنى والمرفق والركبة اليمنى وقد انتقل عبر سيارة الإسعاف على وجه السرعة لتلقي الإسعافات الأولية.
- الصغير المحفوظ: تعرض للضرب المبرح من طرف عناصر من القوات المساعدة، الذين انهالوا عليه بالعصي على مستوى الظهر و الرجل، مما أسفر عن سقوطه في حالة إغماء، ليتم نقله للمستشفى على متن سيارة الإسعاف.
- إزانة الشتوكي: إصابة على مستوى الرجل انتقلت عبر سيارة الإسعاف على وجه السرعة لتلقي الإسعافات الأولية.
- كريمة سامي الصلح: إصابة على مستوى الرأس والظهر، انتقلت عبر سيارة الإسعاف على وجه السرعة لتلقي الإسعافات الأولية
- محمد عالي الإدريسي: إصابة على مستوى الركبة اليسرى انتقل عبر سيارة الإسعاف على وجه السرعة لتلقي الإسعافات الأولية.
- محمود الزاهي: إصابة على مستوى الحوض والرجل اليمنى وانتقل عبر سيارة الإسعاف على وجه السرعة لتلقي الإسعافات الأولية.
- الشتوكي ابراهيم: إصابة على مستوى الظهر، رفضت السلطات المخزنية السماح له بالولوج الى مستشفى بن المهدي لتلقي العلاجات الأولية.
- محمود لمغيمض: إصابة على مستوى اليد اليمنى رفضت السلطات المخزنية السماح له بالولوج الى مستشفى بن المهدي لتلقي العلاجات الأولية.
- بوصولة بوبكر: إصابة على مستوى الذراع الايمن، رفضت السلطات المخزنية السماح له بالولوج الى مستشفى بن المهدي لتلقي العلاجات الأولية.
- خدجتو لخليفي: تعرضت للضرب المبرح من طرف عناصر بوليس بزي مدني يتقدمهم الجلاد سعيد العقيلي أمام مستشفى بن المهدي.
- محمد مولود داداه: إصابة على مستوى الوجه والساق اليمنى بعد تعرض للضرب المبرح من طرف عناصر من القوات المساعدة والجلاد “سعيد العقيلي” وذلك امام مستشفى بن المهدي.
- منصور محمد مولود: إصابة على مستوى اليد.
- محمد الحامد: إصابة على مستوى الرجل اليمنى.
- التونسي: أصابة على مستوى الرجل اليمنى.
- سكتو الركيبي: إصابة على مستوى الظهر والرجل اليمنى.
- محمد فنتار: تعرض للسحل في الطريق العام.
- حما هلاب: إصابة على مستوى اليد والرجل.
- الغالية لبيهي: إصابة على مستوى الذراع.
- حدهم كزيزة: إصابة على مستوى الرجل.
- فاطمة الزهراء شفوق: إصابة على مستوى الرجل.
- حمودي أمة: كدمات في مختلف انحاء الجسم.
- فيصل الحافيظي: إصابة على مستوى الرجل اليمنى.
- أمة حمودي: إصابة على مستوى الرجل اليمنى.
- العالم محمد: إصابة على مستوى الرجل والظهر.
- حديدهم الادريسي: خمسينية العمر، أم المعطل الصحراوي سيدي أحمد السالمي وقد انهالت عليها عناصر الشرطة بزي مدني ورسمي بالضرب والرفس والركل في مختلف أنحاء الجسم بعد منعها من الولوج الى المستشفى للإطمئنان على صحة المصابين.
- سيد احمد السالمي: كدمات في مختلف أنحاء الجسم.
- مصطفى غريكان: كدمات على مستوى الأرجل.
على إثر تمادي السلطات المخزنية في تبني مقاربتها الامنية الهمجية في التعاطي مع القضايا الاجتماعية للمعطلين والمهمشين الصحراويين مما ينذر بما لا يدع مجال للشك بتطور الأوضاع إلى الأسوأ، والتي تتحمل فيها الدولة المغربية كامل المسؤولية، بذلك فان التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين والفئات الاجتماعية المهمشة تعلن للرأي العام الوطني والدولي ما يلي:
- تنديدها الشديد بالتدخل الوحشي والهمجي ضد الوقفة السلمية التي نظمها التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين، والفئات الاجتماعية المهمشة بمؤازرة الجماهير الصحراوية.
- إشادتنا بالمشاركة الفعالة لمختلف مكونات المجتمع الصحراوي في الوقفة السلمية والتي تعبر عن حجم التآزر والتكافل الإجتماعي لدى الصحراويين.
- إشادتنا لمشاركة النائب البرلماني “محمد سالم لبيهي” في الوقفة السلمية والذي يعبر عن مدى أيمانه العميق بعدالة وشرعية مطالبنا الاجتماعية.
- استنكارنا للعبة الصمت التي لازال يتقنها ما يسمون أنفسهم أعيان وشيوخ المنطقة أمام هذا المس الخطير بالسلامة النفسية والجسدية للمعطل والمهمش الصحراوي الذي لا يطالب إلا بحقه القانوني والدستوري في الشغل والعيش الكريم.
- تصميمنا على المضي قدما في تبني أشكال النضال السلمي رغم عنجهية وهمجية أجهزة المخزن، التي تحاول مرارا جرنا نحو العنف.
- عزمنا نقل شرارة نضالنا الإجتماعي إلى مستويات أعمق مصممين على انتزاع حقنا الشرعي في الشغل والعيش الكريم بكافة الطرق والوسائل السلمية.
- تضامننا مع ضحايا التدخل العنيف يوم أمس ضد اتحاد المعطلين الصحراويين بالعيون.
- نجدد مطالبتنا القضاء بضرورة تفعيل الشكايات المقدمة ضد التجاوزات الخطيرة لعناصر الشرطة بزيها الرسمي والمدني وشططها في استعمال السلطة وذلك إعمالا لمبدأ عدم الافلات من العقاب.
- https://www.youtube.com/watch?v=aZ3G4W_GKRk
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.