النهار نيوز المغربية
ماذا وقع في الدار البيضاء ؟ – على بعد أقل من أسبوع من يوم العيد أصدرت السلطات قرارا بإغلاق المدينة، مما أدى إلى أن أسرا كثيرة اضطرت للبقاء في الدار البيضاء لقضاء العيد. وهذا أدى إلى ارتفاع الطلب على الأضاحي أكثر مما توقعه السوق.
- بإغلاق المدينة، سيكون عدد من باعة الأضاحي سيتخلون عن فكرة المجيء للدار البيضاء للبيع، لأن القرار الارتجالي للحكومة والذي لم تواكبه حملة تواصلية بين وكأن الدار البيضاء أصبحت فجأة بؤرة لكورونا، وهذا إدى إلى خفض العرض في السوق.
-
إذن نحن أمام قرار رفع الطلب وخفض العرض أنتج ضغطا على السوق قبيل العيد بأيام قليلة (أقل من أسبوع). – في أغلب المدن المغربية والدار البيضاء أساسا يتم اقتناء أضاحي العيد في الأيام الأربعة الأخيرة، وبرفع الطلب وخفض العرض بسبب قرار السلطات إغلاق المدينة ارتفعت الأثمنة بشكل كبير.
-
الباعة والوسطاء استغلوا هذه الوضعية وقاموا بمضاربات في السوق، في بعض الأحيان ارتفعت الأثمنة بأكثر من 200 في المائة (الأضحية التي ثمنها 2000 درهم أصبحت تقترح ب 6000 درهم).
-
قاعدة سوق الأضاحي تقول أنه كلما اقترب العيد ينخفض الثمن، لأن العرض يفوق الطلب بشكل كبير وفقا لبيانات وزارة الفلاحة، لكن هذا لم يحدث في الدار البيضاء وخصوصا الحي الحسني الذي يدور حوله هذا اللغط. لأن قانون السوق هنا انهار…
…والكسابة وسماسرة السوق والمضاربون يعرفون أن الطلب يفوق بشكل كبير العرض المتوفر بسبب إغلاق مدينة الدار البيضاء لهذا تمسكوا بأسعار خيالية، وهذا عكس توقعات المستهلكين بكل فئاتهم وخصوصا الفئة المتوسطة.
- لا ننسى أن الآن في وضعية اقتصادية قاسية، بعد 4 أشهر من الاغلاق الاقتصادي وتأثر كثير من القطاعات ما عدا فئة الموظفين الذين لم يتضرروا من هذا الإغلاق.
الارتفاع الصاروخي في الأثمنة والذي لا يتناسب مع دخل الكثيرين أدى إلى غليان لدى المستهلكين، وتطورت الأمور إلى أن وصلت ببعض الشباب الذين رأوا أن أباءهم لم يتمكنوا من شراء الأضاحي بسبب الغلاء للتصرف ضد هذه الوضعية…
… ثم قامت فوضى في السوق أولا بمحاولة إرغام الباعة للخروج من السوق (الضرب بالحجارة والمشاجرات) ثم بعد الفوضى حدثت السرقات والتي لم تكن هدف الكثيرين، لكن كانت النتيجة النهائية وحدثت بعد قيام الفوضى في السوق وكرد فعل على سلوك السماسرة والمضاربين.
- يشبه هذا موجة المقاطعة التي اندلعت سنة 2018 ربما لا أحد توقعها، لكن لما انطلقت أصبح من الصعب إيقافها. وهي ترتبط بالغلاء وبإحساس المستهلكين أن الأسعار تفوق كثيرا قدرتهم الشرائية.
في الدار البيضاء تم التصرف بشكل عنيف، وخرجت الأمور عن السيطرة لكن في سوق واحد ولفترة من الزمن وليس في البيضاء وفي كل الأيام. والأمر لم يحدث في كثير من الأسواق كما جاء في برنامج قناة BBC
- المثير أن هذا حدث بضعة أيام فقط بعد تفجير مجلس المنافسة بالطريقة التي رأينا. وما حدث في الدار البيضاء يبين مرة أخرى أن صبر المستهلك المغربي مع الغلاء والمضاربات قد نفذ.
عدم جمع المعلومات حول ما جرى وانعدام المعرفة بالسوق وميكانيزماته جعل بعض المحللين والصحفيين والباحثين يخرجون الحادث عن سياقه، بل هناك من كتب أن المغربي قد يسرق كبشا كي يتقرب به إلى الله!! وهذا قمة السطحية في التحليل وقمة البؤس الفكري عند البعض.
وهذا مرة أخرى مجرد تحليل وليس تبريرا لما جرى.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.