نظمت الأكاديمية المغربية للإعلام والترجمة والاستشارات بشراكة مع مسلك الصحافة والإعلام بجامعة الحسن الثاني، مائدة مستديرة حول موضوع : “مهنة الصحافة..الأخلاقيات والتحديات”.
اللقاء عرف مشاركة كل من المختار عماري عن المجلس الوطني للصحافة المغربية
و عبد الكبير اخشيشن عن النقابة الوطنية للصحافة المغربي، وعبد الرحيم تفنوت كاتب وإعلامي.
كما عرفت مشاركة الدكتورة لطيفة نفيل، عن مسلك الصحافة والإعلام بجامعة الحسن الثاني.
تحصين المهنة، جودة التكوين، حسب حسن حبيبي، اصبحت ضرورة ملحة؛ معتبرا ان “التكوين جزء من الاخلاقيات، لأن ممارسة الصحافة من دون تكوين هي انعدام للأخلاقيات، مثل شخص يجري عملية جراحية دون أن يتلقى يوما درسا في الطب”.
المتحدث نفسه، اكد خلال ندوة امس، على ضرورة التكوين في المجال، في المرحلة الراهنة، “فقد سلطنا اهتمامنا على الأخلاق، وفي المقابل تجاهلنا ونسينا المهنة، حيث أتصور أنه في يوم من الأيام سيصير لنا صحافي يهتم بالأخلاقيات والآداب لكنه سينسى المهنة وأدوات الاشتغال بها”.
وشدد حبيبي على أن عدم التكوين “هو إخلال بالمهنة وبالأخلاقيات”، مضيفا: “من وجهة نظري، المجلس الوطني والنقابات المهنية واعيان بضرورة الاشتغال على هذا الملف، لذلك يجب الاشتغال على التكوين، لأننا في مهنة تتطور يوميا”.
من جهته، قال المختار عمري، عضو المجلس الوطني للصحافة، ركز على مسألة التكوين، قائلا: “هناك فوضى في التكوين وشهادات تعطى بوسائل لا يمكن أن تقبل بالطرق القانونية، وشهادات تباع للمواطنين ليصيروا بعد ذلك صحافيين”.
مضيفا أن “المجلس الوطني للصحافة يعمل مع باقي الشركاء والقطاعات المعنية على إدخال مادة الأخلاقيات في التعليم، وهناك اتصالات ولقاءات في هذا الجانب من أجل تكوين شباب ملم بالأخلاقيات مستقبلا”.
حميد ساعدني، عضو المجلس الوطني للصحافة، من جهته، اكد في مداخلته بأن المجلس هيأ مشروع اتفاقية مع معاهد ومراكز تكوين الصحافيين لإدراج مادة الأخلاقيات في مرحلة التكوين، “لأنه إذا تشبع بها الطالب الصحافي، فسيصير أول مدافع عنها”.
ساعدني الذي اعتبر ان الوضع اللامهني الذي يعرفه القطاع في الفترة الراهنة، “هو فترة انبهار، حيث المغاربة جميعا أصبح بإمكانهم بسبب الهاتف الاطلاع على كل شيء، وهي فترة لا أظن أنها ستطول كثيرا إذا ما فتحت الدولة ورش الإعلام”، مشددا على “وجوب التكوين والتربية على الإعلام، حتى يصير المواطن ينتقي الصحافة الرزينة، ويميز بين الصالح والطالح”.
أما عبد الرحيم تافنوت، إعلامي عضو نقابة الاتحاد المغربي للشغل، فسجل وجود سوء تفاهم حول مفهوم أخلاقيات الصحافة، ما يؤكد، بحسبه، أننا “مازلنا في المرحلة الجنينية”.
وحاول تافنوت تبيان عدم ارتباط مسألة الأخلاقيات بالمنطق الديني، حيث شدد في مداخلته على أن “من يتحدث عن الأخلاق بمنطق ديني يمكن القول بأنه لا علاقة له بموضوع الصحافة، الأخلاق الدينية لها فضاؤها، أما مهنة الصحافة فعلاقاتها بمجتمع رأسمالي”.
وتابع المتحدث نفسه تفسيره لمفهوم الأخلاقيات في “صاحبة الجلالة”، موردا أن مهنة المتاعب “لا يمكن أن تتأسس على مقياس ديني يتمثل في هذا حلال وهذا حرام، فالمنطق الديني لا علاقة له بالصحافة”.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.