لنا عودة لفتح ملف العجوز ، عجوز عجز لسانها عن اخد مستحقاتها و عجوز عجزت مجتمعاتنا عن تلبية حاجياتها.. سامر من ملف بشطره الاول السالف الحكي الى شطر ثان بعنوان : وفاة عجوز و بعده اي امر قد يجوز .
صادفنا الخبر المفزع صبيحة يومنا هذا ، اتصال هاتفي من مدينة اكادير ، نبرة صوت تفيد الحزن .. بخلاصة القول : الام رقية قد انتقلت الى جوار ربها .. الى دار البقاء و دار الاخرة بعد ان حققت شيئا من امنياتها الا و هي ان تستقر باحدى دور العجزة فقدر لها ان تقطن بمركز دار الراحة اكادير لتليها بعد ذلك دعوة خاصة لتتوجه بدورها الى دار البقاء الى جوار الباري فداك مصيرنا ، مصير الفقير و الغني .. الشاب و العحوز .. فتمعنوا ايا من راحت عنكم الانسانية . ساجدد النشيد الكشفي و انا اوصل لكم الخبر : شيخ عجوز دوما اجول .. لامر الى مقطعه الثاني حيث خيل لي ربط الكلمات بقصة الفقيدة الام رقية : ” و لي اليقين ان الاهي .. غدا سوف يرحل بي غدا سوف يرحل بي ارحل الى جوار ربي .. لالتقي باجدادي “. رحلت الام رقية .. السيدة العجوز التي عانت الويلات بعد ان تخلى عنها المجتمع و بعد ان قيدت في بيت كالقفص الضيق .. بعد ان خانتها الصحة فلم تعد بقادرة على توفير لقمة عيشها .. املت و تمنت ان تقطن باحدى دور العجزة .. في الدنيا باكملها لم يكن لها حلما غير هذا : فقلبها قد عشق الاستقرار بتلك الدار – دار العجزة – . كافح من اجلها بضعة شباب و بضعة مهتمين بحالتها الانسانية .. حققت مطلبها و اتجهت لاقرب مركز يهتم بالعجزة و يحميهم .. اتته طريحة الفراش .. ففي قفصها قد ذاقت المر قبل الحلو .. استقبلوها و اكدوا انها تحتاج عناية مركزة .. نالت العناية فعاد لها بعض الشيئ القليل من عافيتها .. مجرد اتصالات هاتفية تلك التي تروي لنا احوالها .. صحيح انها كانت اتصالات قليلة .. كانت مفادها ان الام رقية تاقلمت مع العجزة .. فهناك وجدت ابناء جيلها اللائي باتوا غرباءا في اوطانهم . تحقق حلمها قبل اسبوعين .. استقرت بدار العجزة و هناك قد قدر لها الموت في احضان مستشفى اكادير .. فاختلفت الاراء و الحزن واحد .. ماتت المسكينة بعد ان حققت و بعد ان عاشرت ابناء جيلها .. انتهت قصة العجوز الذي بات غريبا و كان على يقين من انه سيرحل يوما الى جوار ربي ليلتقي باجداده .. رحلت الام رقية فكانت مقبرة بنسركاو مستقرا لها فهناك و قبل سنة بالضبط قد نامت الفقيدة خالتي .. فرحمة الله عليهما
بقلم : محمد حمزة
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.