الحياة ليست سوى صندوق تجارب ولحظات فارقة ..ماهي إلا كفاح ليس له عنوان بل ماأجمله وماأحلى إستقبال حيثياته إن سطره تتويج بأخر المطاف….إننا بمفهوم تنظيم الوقت والهدف في الحياة لا شيء مقارنة بمن كافح من ورائنا خلف الظل يختزلون مشهد التربية وصعوبة التنشئة وظروف الحياة وصنع شخصياتنا بالنصح والنصيحة من أجل كتابة تاريخ إبن بار ولإستمرارية الحياة بالنجاح…كلية الطب والصيدلة بمراكش كانت مساء اليوم الأربعاء 7/12/2016 على موعد مع مناقشة أطروحة في الطب بعنوان الإجهاد المهني لموظفي المستشفى الجامعي مراكش للدكتور مولاي خطري بنموسى.
أجواء المناقشة إفتتحتها كلمة للسيدة رئيسة اللجنة الدكتورة البروفسورة العسري بالطب النفسي التي قدمت أعضاء لجنة المناقشة وبعدها منحت الفرصة للطالب الدكتور فرصة عرض أهم نتائج بحثه في تخصص صعب ويحتاج شجاعة وجرأة بشهادة كل أعضاء اللجنة في مجال الطب النفسي..نتائج عرضه وصياغته للأطروحة وتقديمها لاقت رضا وإستحسان وشكر اللجنة التي نوهت بالعمل وجديته وقوته وأمطرت الدكتور بنموسى بوابل من المديح والثناء إختتمتها اللجنة بمنحه ميزة مشرف جدا مع تنويه للجنة وتوصية بنشر النتائج لتعميم الإفادة.
لم يغب عن اللجنة شكر عائلته على الحضور وتربيته والإشادة بحسن خلقه فكانت علامات التأثر واضحة على الجميع والدكتور مولاي خطري بنموسى يلقي قسم الطبيب قبل التخرج ولسان حاله يقتبس ماجاد به مؤلف أطياف الماضي قولا: شكرا يآلله لأنك تقبلني بكل سوئي وزلاتي وتقصيري …لأنك دائما تعذرني ودائما تعطيني وتسمعني مهما إبتعدت وترحمني مهما قصرت وتأخذ بيدي كلما إليك رجعت لأنك ربي أرحم الراحمين …أشكرك لأنك لا تتركنا وحيدين أينما حللنا وإرتحلنا …وكلما سولت لنا أنفسنا أننا وحدنا أرسلت لنا ما يبهجنا ويخبرنا أننا فعلا لسنا وحدنا…لأن العوض منك جميل يجعلنا نبتهج وننسى ماقد ولى به الزمان..شكرا لأن بابك لايغلق وجودك لا ينقطع ..شكرا لأن النداء لك يطبطب على الروح حتى تبتسم ..شكرا لك على نعمة النسيان …
ماذا أقول لكم؟ أتساءل الآن، حائرا، على طريقة غسان كنفاني، في بعض قصصه، وقد عاشرته سنين طوال وتناهت إلى عيني اللتين سيأكلهما الدود أنه سيصعب على المتأخرين دائما بتقدير أبنائهم وسفراء قيمهم وثقافاتهم، فهم أن قيمة مولاي خطري، الإنسانية والكفاحية ، لن تزيد، قيد أنملة، بوضع إسمه مؤرخا بين أرشيف كلية الطب وبين من عاشروه وهو الذي ملأ عطر إنسانيته محيطه، كما لن تنقص شجاعته وتضحياته مقدار خردلة، حين سيحاول المتأخرون تغييب عطائه، بفعلة جهولة، ويقول، لكل من يعرف التضحية والصبر، إن فاعليها أنفسهم، ما كانوا ليفعلوها، لو أن واحداً منهم، غادر الظلام الذي يرتع فيه، ساعات قليلة إلى خطوط المواجهة…مولاي خطري كان خيرا وإنسانيا طوال تواجده بالمستشفيات ما إستطاع بشهادة المقربين منه … الخيرون يزرعون الدروب وردا وأحلام .. وإن سقطوا .. يسقطون من أجل أن نحلم نحن…لا أعرف إن كنت سأمدحه أم أهلل فخرا بسجله والعبر المنتقاة من دروس صبره…لكنه قدوة وعلامة فارقة كمثقف قبل كونه طبيب متخرج.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.