شكاية شابة بتاهلة تعري واقع انعدام الإنارة العمومية بحي الأمل

إدريس المؤدب ” 

توصلت الجريدة بنسخة من شكاية ، مذيلة بتوقيع شابة تقطن بحي الأمل بتاهلة ، تتعلق بانعدام الإنارة العمومية في الحي الذي يعد من الأحياء الكبيرة على مستوى باشوية تاهلة .

ولدى تنقل مراسل الجريدة لعين المكان ليلا لتبيان حقيقة ماتم تدوينه في الشكاية ، تفاجئ بجزأ كبير من الحي يعج في ظلام دامس ، وانعدام الرؤية بشكل واضح في مجموعة من الأزقة والشوارع ، والدروب ، رغم وجوده على مشارف تاهلة جهة الغرب .

ورغم أن الحي يعتبر من الأحياء المنعزلة ، مع مايشكله من أخطار محدقة بالساكنة ، لم يتم استفادته من الإنارة العمومية ، حتى المصابيح القديمة التي كانت إنارتها باهتة واستنفدت مهمتها منذ سنوات لم يتم إصلاحها لإعادتها للخدمة .

المثير أن عمودا كهربائيا مجاورا لبيت المشتكية الذي يتواجد في مكان منعزل وسط أحراش وأرض خلاء يثيران الرهبة والخوف في النفوس لم يتم تزويده بصباح كهربائي ، رغم أن المشتكية تواصلت أكثر من مرة بالمسؤولين على الصعيد المحلي لتركيب مصباح كهربائي يبدد ظلمة المكان من أجل سلامة وأمن ساكنة البيت الذي تعيش فيه المشتكية وأمها المريضة وأطفالها الأيتام . إلا أن جميع اتصالاتها باءت بالفشل رغم علمهم المسبق بمرض والدتها وخوف أشقائها الصغار من الظلام الدامس الذي يسدل ستائره السوداء كل ليلة ، ما جعلها أمام استنفاذ كل محاولاتها تتقدم بشكايتها بشكل رسمي لعلهم يقومون بما يجب القيام به .

ظاهرة انعدام الإنارة العمومية تشمل الكثير من الأحياء والتجمعات السكنية ولو بأقل ضررا مما يتواجد في حي الأمل ، وذلك راجع بالأساس إلى عدم اصطفاف مجموعة من الأعضاء مع أغلبية رئيس المجلس الجماعي .

وكمثال على سوء التسيير وتدبير المرافق الأساسية التي تدخل في إطار تنزيل مشاريع البنية التحية بشكل غير مدروس ، نسوق في نفس السياق ما وقع في مشروع تعميم الإنارة العمومية بشارع 3 مارس ، عندما قام المجلس السابق بتغطية الشارع بعيدا عن مدخل المدينة الرابطة بين الطريق الرئيسية والطريق السيار بالإنارة العمومية ، متجاوزا حيا ذو كثافة سكانية كبيرة ، ليضعها في المخرج الشرقي الذي يضم تجمعا سكنيا لا تتعدى ساكنته 60 شخصا ، ليكون بذلك قد حرم الطريق الرئيسية التي تعتبر مدخلا أساسيا يربط تاهلة بمدينتي فاس وتازة ، وهو المنفذ الوحيد الذي تعبره الشاحنات وحافلات النقل العمومي وكل ما يساهم في الرواج الاقتصادي. الإقتصادي للمنطقة .