حرب الخنادق داخل حكومة أخنوش: وزير العدل يهاجم وزير الداخلية… الإنتخابات المقبلة على طاولة الصراع
شهدت حكومة عزيز أخنوش إنفجارًا سياسيًا غير مسبوق، بعد تصريحات وزير العدل التي وصف فيها وزير الداخلية بـ”الأمي” و”الجاهل بالقانون”. هذه المواجهة، التي قد تبدو للوهلة الأولى مجرد خلاف شخصي، تكشف في الواقع حسابات إنتخابية دقيقة وخلفيات صراع نفوذ بين جناح حزبي ووزارة سيادة.
لا يخفى على المراقبين أن وزير الداخلية غير متحزب، ويمثل الدولة العميقة والمؤسسة الملكية، وهو الجهة التي تضبط العملية الإنتخابية منذ عقود. لذا، فإن أي هجوم عليه من وزير سياسي يمثل حزبًا مشاركًا في الحكومة ليس مجرد تصعيد كلامي، بل هو محاولة لإعادة رسم المشهد الانتخابي قبل وقت مبكر، والضغط على وزارة السيادة للحد من نفوذها التقليدي في ضبط الانتخابات. و هنا نطرح السؤال المحرج و الغير المسبوق هل هي بداية ضعف الدولة العميقة و بداية سيطرت السياسيين عن طريق النفود و الأموال ؟؟؟
المعركة العلنية بين الوزيرين كشفت هشاشة التحالف الثلاثي الحاكم (الأحرار، الأصالة والمعاصرة، الاستقلال) بتوافق مع المؤسسة الملكية، وأظهرت أن بعض وزرائه يضعون التموقع الإنتخابي فوق المصلحة الوطنية. هذا التطاحن المبكر يرسل رسالة واضحة: الإنتخابات المقبلة ستكون ساحة صراع بين القوى السياسية التي تحاول إستغلال أي نقطة ضعف لمصلحة حساباتها الحزبيةالضيقة، حتى لو كان ذلك على حساب إستقرار الحكومة أو احترام مؤسسات الدولة.
النتيجة المتوقعة: حكومة أخنوش قد تدخل الأشهر المقبلة في دوامة من الصراعات الداخلية والتراشق الإعلامي، بينما المواطن يشاهد من بعيد كيف تتحول وزارة سيادة إلى هدف لحسابات حزبية ضيقة، بدل أن تظل الجهة الضامنة للحياد والنزاهة في الإنتخابات.
في نهاية المطاف، يطرح المشهد السياسي الحالي سؤالًا حادًا: هل ستنجح حكومة أخنوش في ضبط وزرائها وتهدئة هذه الصراعات قبل الإنزلاق إلى أزمة سياسية مفتوحة، أم أننا أمام معركة حقيقية على النفوذ الإنتخابي ستعيد رسم خريطة التحالفات في المغرب؟
أم المواطن فهو مجرم صوت إنتخابي مرة كل خمس سنوات بعد ذالك فهو للجحيم و المصير المجهول.
*من المستحيل بناء دولة قوية و ديمقراطية و عادلة بمؤسسات و أحزاب ينخرها الفساد والإستبداد والظلم والحكرة وأشياء أخرى*
*عزيز الدروش محلل و فاعل سياسي*
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

