في تحول لافت وغير مسبوق، قدّم مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المعارض الصحراوي والقيادي السابق في جبهة البوليساريو، اعتذاراً علنياً إلى محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، بعد أن كان قد شكك سابقاً في أحقيته بقيادة الغرفة الثانية من البرلمان المغربي. ودوّن ولد سيدي مولود، في رسالة عبر حسابه الرسمي، اعترافاً صريحاً بخطأه في التقدير، قائلاً بالحرف: “أبهرتني ديناميكيته ومبادراته… كنت مخطئًا في تقدير قدرات هذا الشاب. حمدًا لله على خطئي، الذي لا يعدو كونه رأي ‘الورّاني’.”
الاعتراف الذي نُشر بالعربية والحسانية، لم يكن مجرد تراجع شخصي، بل إشادة موثقة من خصم سياسي سابق، بأداء وصفه بـ”المثمر والدؤوب”، سواء على المستوى الوطني أو في تحركاته الخارجية التي شملت القارات الخمس، في إطار تعزيز الدبلوماسية البرلمانية وتكريس السيادة الوطنية. وأكد مصطفى سلمى أن اختياره من قبل حزب الاستقلال والائتلاف الحكومي كان صائبًا، معتبراً أن ولد الرشيد أصبح اليوم يمثل كل الصحراويين بجدارة داخل المؤسسات العليا للمملكة.
وقد أثبت محمد ولد الرشيد، منذ توليه رئاسة مجلس المستشارين، أنه أحد رموز الجيل الجديد من الكفاءات المغربية، القادرة على الربط بين العمق الترابي للمملكة وطموحاتها الاستراتيجية. فقد تحوّل إلى أحد أبرز وجوه الترافع الدبلوماسي عن مغربية الصحراء، وجسر فعلي لربط الجهات الجنوبية بمراكز القرار الوطني والدولي. وبحيويته وخطابه المؤسساتي المتوازن، استطاع أن يُحدث تحولاً في صورة المسؤول الصحراوي داخل المخيال السياسي المغربي، جاعلاً من موقعه منصة إشعاع للنموذج التنموي الجديد، ودعامة قوية لمقترح الحكم الذاتي في المحافل العالمية.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.