محمد ولد الرشيد من العيون: منتدى التعاون مع دول “سيماك” يؤسس لتحالف إفريقي واعد بقيادة ملكية متبصرة

محرر الموقع4 ساعات agoLast Update :
محمد ولد الرشيد من العيون: منتدى التعاون مع دول “سيماك” يؤسس لتحالف إفريقي واعد بقيادة ملكية متبصرة

أكد محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، أن احتضان مدينة العيون للمنتدى البرلماني للتعاون الاقتصادي بين المملكة المغربية ومجموعة دول “سيماك”، المنعقد تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يجسد الإرادة الجماعية لترسيخ شراكة إستراتيجية تقوم على التعاون جنوب–جنوب، وتسعى إلى تحقيق تنمية مستدامة وشاملة في القارة الإفريقية.

وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، شدد ولد الرشيد على أن اختيار مدينة العيون ليس صدفة، بل اختيار يحيل على رمزيتها الوطنية وعمقها الإفريقي، ويترجم الرؤية المتبصرة لجلالة الملك، الهادفة إلى جعل إفريقيا تثق في قدراتها، وتبني وحدتها وتكاملها من خلال شراكات تضامنية قائمة على المصالح المتبادلة.

واعتبر ولد الرشيد أن هذا المنتدى يعكس وعياً متزايداً بضرورة تجديد مقاربة الدبلوماسية البرلمانية الإفريقية، بما يجعلها أكثر تكاملاً مع الدينامية الاقتصادية، عبر خلق فضاء مؤسساتي منتظم يربط بين البرلمانيين، والفاعلين الاقتصاديين، والخبراء، لتوحيد الرؤى واقتراح توصيات تدعم مسار التنمية والاندماج القاري.

كما ذكّر بلقائه مع رئيس برلمان مجموعة “سيماك” قبل ستة أشهر بالرباط، حيث اتفق الطرفان على إطلاق آلية للشراكة البرلمانية والاقتصادية، قائلاً: “ها نحن اليوم نترجم التزامنا إلى واقع ملموس، يكرّس العمل المشترك ويعزز الأفق التنموي المشترك”.

وفي معرض حديثه عن المسار الإفريقي للمملكة، استحضر ولد الرشيد الدور الريادي الذي اضطلعت به منذ قمة الدار البيضاء سنة 1961 بدعوة من الملك الراحل محمد الخامس، مسجلاً أن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، واصل هذا النهج من خلال مشاريع استراتيجية كبرى مثل أنبوب الغاز نيجيريا–المغرب، ومبادرات موجهة لمواجهة التغيرات المناخية، منها مبادرة “إفريقيا الأطلسية” ومشروع ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.

وفي جانب الطاقة والتنمية، أوضح ولد الرشيد أن الأمن الغذائي والانتقال الطاقي يشكلان ركيزتين لأي منظومة تنموية ناجحة، مبرزاً أن القارة الإفريقية، رغم ما تمتلكه من مؤهلات، لا تزال من أكثر المناطق هشاشة في هذا المجال. وبيّن أن المغرب، بفضل القيادة الملكية، أصبح يحقق حوالي ربع احتياجاته الكهربائية من الطاقات المتجددة، ويسعى إلى بلوغ 52% في أفق 2030، من خلال مشاريع رائدة كمركب “نور” للطاقة الشمسية، ومزارع الرياح بطرفاية وبوجدور، فضلاً عن مشروع الهيدروجين الأخضر بقيمة تفوق 10 مليارات دولار.

وأضاف أن التعاون بين المغرب ودول “سيماك” في هذا المجال يشكل فرصة لبناء تحالف أخضر يعزز السيادة الطاقية ويخدم التنمية المستدامة، داعياً إلى انخراط أوسع للقطاع الخاص كفاعل أساسي في نقل التكنولوجيا وتعزيز الاستثمار، خاصة في القطاعات الحيوية.

وختم ولد الرشيد كلمته بالتأكيد على أن هذا المنتدى ليس مجرد فضاء للتشاور، بل محطة تأسيسية لمسار استراتيجي جديد بين المغرب ومجموعة “سيماك”، قائماً على التضامن والاندماج والمصالح المتبادلة، متمنياً لفعالياته النجاح والتوفيق.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading