“واك واك اعباد الله غيثونا راه ما عندنا غير ربي وانتوما”، بهذا النداء المؤلم، خاطب مجموعة من سكان جماعة اجوكاك، التابعة ترابيا لقيادة ثلاث نيعقوب، رجال ونساء الاعلام، لتوجيه رسالتهم الى كل المسؤولين، اذ ما يزال السكان يبيتون تحت العراء في خيام لا تقيهم من حر الشمس ولا من صقيع الشتاء البارد القاسي…
هؤلاء السكان، كما صرح اغلبهم، مستاؤون جدا من وضعهم البئيس ونفسياتهم المتأزمة، اذ لا جديد يذكر بعد الزلزال، الذي عرفه اقليم الحوز، والمناطق المجاورة له، وبهذا تظل التساؤلات المتقاطرة كالسيول الجارفة هي كيف يستمر الوضع على هذا الحال؟ وأين هي الجهات المسؤولة وما موقفها بالضبط مما يجري؟ ولماذا لم يتم اصلاح الاوضاع في اتجاه يضمن للسكان سكنا لائقا كحق من حقوق الانسان؟
لاشك ان هذه الاشكالات تسائل الجميع كل واحد حسب درجة مسؤوليته ما لم يلامس التغيير المنشود والمتوخى حسب المتضررين من الزلزال…
تقول الشهادات من عين المكان بجماعة اجوكاك، قيادة ثلاث نيعقوب، “نبيت في العراء تحت الميكا، وباش نتغطاو، والمانطا تتقطر حتى هيا علينا من الشتا، ما عندنا حتى الحمام باش نغسلوا، عيب وعار الواحد يستقبل رمضان وهو تيعيش فهاد الاوضاع”.
ويقول الاخر “بغيت غير بيت وكوزينة وطواليط باش نحس بالاستقرار انا ووليداتي وعائلتي ووالدتي، راه احنا تنسينا رغم ان وضعنا مزري”.
وتزداد حدة المعاناة كما وصفها شهود من المنطقة لأن اغلب السكان رحلوا بناتهم مكرهين الى دواوير ومدن مجاورة لتلافي هذا الوضع القاسي وحتى يدرسن في وضع افضل،خارج هذا الجحيم المعاش، ما يجد الاباء مكرهين للتنقل مرة تلو الاخرى لزيارتهن والاطمئنان عليهن، وهو امر مؤلم جدا، ويؤزم النفس كما عبروا “للنهار نيوز المغربية”، اذ لا استقرار ولا راحة تنشد ولا وجود حتى لأساليب الوقاية والرعاية الصحية بالمنطقة.
وتشير الشهادات الحية للسكان الى ان الوضع متفاقم جدا ويدعو للتدخل العاجل، مؤكدة أن المبالغ التي رصدت في السابق لاغاثة الساكنة ومساعدتها على تجاوز محنتها لم يتم تمديدها لتلافي شظف العيش من كل الاتجاهات، رغم ان اغلب من يسكنون في جماعة اجوكاك قيادة ثلاث نيعقوب وغيرهم، يعيشون في حضن وضع بئيس. فيما لم تمكن المبالغ المؤداة للسكان والمحددة في 80.000 درهم، لم تمكنهم من بناء دور متواضعة، تقيهم حر الصيف والبرد القارس.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
