النهار نيوز المغربية: ع. الرزاق توجاني
في سابقة غريبة، أثارت مشاركة “معزة” في ماراثون مراكش الدولي استغرابًا واسعًا بين المتابعين والرياضيين، لتتحول هذه الحادثة إلى محور نقاش واسع على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام. وبينما تُعد الماراثونات الدولية مناسبات رياضية مرموقة تهدف إلى تعزيز الإشعاع العالمي للمدن المضيفة، جاء هذا الحدث ليفتح الباب أمام تساؤلات حول جدية التنظيم ومستوى الإعداد لمثل هذه التظاهرات الكبرى.
الواقعة التي تناقلتها العديد من المنصات الإعلامية بالصورة والفيديو، أثارت مزيجًا من الضحك والانتقاد. فكيف يمكن لتظاهرة رياضية بحجم ماراثون مراكش الدولي أن تشهد مثل هذا المشهد، الذي اعتبره البعض “هزلية تسيء للمدينة”؟
في الوقت الذي يُفترض فيه أن يكون الماراثون فرصة لإبراز البنية التحتية والتنظيم المحكم وروح الاحترافية، جاءت هذه الحادثة لتُظهر خللًا واضحًا في ضبط مسارات السباق ومراقبته. ورغم أن البعض حاول التقليل من أهمية الأمر باعتباره مجرد “حادثة طريفة”، إلا أن الأغلبية اعتبروا أن هذا الحدث يعكس تراجعًا في مستوى التنظيم، خاصة وأنه يأتي في سياق حديث مستمر عن ضرورة تحسين صورة مراكش كوجهة عالمية.
ما زاد من حدة الانتقادات هو أن الواقعة جاءت في ظل تساؤلات سابقة حول مدى استفادة المدينة من تنظيم مثل هذه التظاهرات. فإذا كانت المشاركة العشوائية “للمعزة” قد أثارت هذا الجدل، فماذا عن الجوانب التنظيمية الأخرى التي قد تكون شهدت اختلالات مماثلة؟
في النهاية، يظل السؤال الأهم مطروحًا: هل تُدار مثل هذه التظاهرات بما يكفي من الجدية والاحترافية لضمان تحقيق أهدافها؟ أم أن مثل هذه الحوادث تُعيد تأكيد الحاجة إلى مراجعة شاملة لآليات التنظيم، حتى لا تتحول المناسبات الرياضية من مصدر فخر وإشعاع إلى مادة دسمة للسخرية؟
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.