تُعد البيئة المدرسية فضاءً للتعاون والاحترام المتبادل بين جميع الأطراف، بهدف تحقيق شروط العمل المثلى وضمان جودة العملية التعليمية. ومع ذلك، قد تنشأ بعض السلوكيات التي تسيء إلى هذا المناخ وتؤثر سلبًا على الوضع المهني والنفسي للأطر التربوية. وفي هذا السياق، تبرز حالة تظلم إحدى الأستاذات الموجهة إلى المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بإقليم الحوز، حيث اشتكت من تعرضها للإهانة والتضييق المتعمد من قبل مدير المؤسسة التي تشتغل بها.
بلغت الأوضاع حدًا خطيرًا يوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2024، عندما أحالت الأستاذة مجموعة من التلاميذ المتأخرين عن الدخول إلى القسم إلى إدارة المؤسسة، تطبيقًا لما تنص عليه التشريعات المدرسية من ضرورة تبرير التأخر. غير أن المدير أعاد التلاميذ إلى القسم بطريقة استفزازية، وصاح في وجه الأستاذة بصوت مرتفع وبأسلوب وصفته بالمهين، وأمام مرأى ومسمع التلاميذ. هذه الإهانة العلنية أدت إلى انهيارها نفسيًا، حيث فقدت الوعي وسقطت أرضًا، ليتم نقلها إلى المستشفى على الفور، حيث خضعت للعلاج وأحيلت لاحقًا إلى طبيب نفسي مختص لمتابعة حالتها.
تُطالب الأستاذة، من خلال هذا التظلم، بتدخل المدير الإقليمي لإنصافها وردّ الاعتبار لها، خاصة بعد الضرر النفسي والمعنوي الذي لحق بها جراء هذه السلوكيات التعسفية. كما دعت إلى توفير ظروف عمل مناسبة تتماشى مع متطلبات “المدرسة الرائدة”، مؤكدة أن القاعة التي كُلّفت بالتدريس فيها تفتقر إلى الحد الأدنى من الشروط الضرورية مقارنة بغيرها من القاعات. ويأمل الجميع أن يُنظر بجدية في هذا التظلم، باعتباره خطوة ضرورية لضمان الكرامة المهنية للأطر التربوية وترسيخ بيئة عمل قائمة على الاحترام والعدالة.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.