الدعوة إلى تخفيض اسعار تذاكر الطيران من المغرب الى دول المهجر

اعداد محمد صلاح الدين البقاري 

كندا / 18 يونيو 2025 / دعا مغاربة العالم في عدة مناسبات الجهات المختصة إلى التدخل من اجل تخفيض اسعار تذاكر الطيران وتعزيز الخطوط الجوية الملكية المباشرة بين المغرب ودول المهجر، من أجل إنجاح عملية مرحبا 2025 التي تسهر عليها مؤسسة محمد الخامس للتضامن في الفترة الممتدة من 10 يونيو إلى 15 شتنبر المقبل.

وفي هذا السياق أكد بعض أفراد الجالية المغربية المقيمة بكندا انهم اضطروا في الآونة الأخيرة امام ارتفاع اسعار التذاكر الي تغيير وجهتهم السياحة الى دول أمريكية اللاتينية لقضاء عطلتهم الصيفية بتكاليف معقولة، مشيرين إلى أن دور “لارام” لا يقتصر على الربح التجاري فقط بل عليها أن تكون آلية استراتيجية لدعم السياحة وخدمة مغارية العالم”.

وشددوا في تصريحات استقتها “جريدة النهار نيوز المغربية” ان عدم تدخل الحكومة لتخفيض اسعار تذاكر الطيران قد يؤدي لا محالة إلى خسارة ، مذكرين بالدور الذي تلعبه الجالية المغربية المقيمة بالخارج في انعاش الاقتصاد المغربي من خلال التحويلات المالية التي بلغت حسب مكتب الصرف المغربي نحو 117.7 مليار درهم (11.7 مليار دولار) خلال 2024، مسجلة ارتفاعا بنسبة 2.1% عن 2023 ، حيث يصل عدد المغتربين المغاربة إلى 5 ملايين شخص، بحسب إحصاءات وزارة الخارجية المغربية.

وأجمعوا على أن بإمكان شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية “لا رام” تحقيق أرباح طائلة من خلال مضاعفة عدد الرحلات الجوية بأسعار معقولة مثل شركة الطيران ” رايان إير” (Ryanair) الإيرلندية منخفضة التكلفة، التي يقع مقرها الرئيسي في “دبلن ” العاصمة، والتي انتشرت خدماتها عبر العالم.

وعبروا للجريدة عن معاناة العديد من المغاربة المقيمين في كندا من اضطرارهم للسفر من مدن كندية بعيدة نحو مدينة مونتريال بمقاطعة كبيك أو مدينة تورونتو عاصمة مقاطعة أونتاريو لركوب الطائرات المتوجهة إلى المغرب، وسط شكوى عامة من غلاء أسعار التذاكر والضغط المتزايد على الخطوط المتوفرة، مشيرين إلى أن مدينة مثل كبيك عاصمة مقاطعة كبيك الناطقة بالفرنسية ، رغم احتضانها جالية مغربية كبيرة، لا تتوفر على خط مباشر نحو المغرب، كما اقترحوا إطلاق خط جوي بين الرباط “وأوطاوا” عاصمة كندا نظرا لما تحتضنه من مغاربة فاعلين في قطاعات متعددة، يعانون من صعوبة التنقل إلى مطارات المدن الكبرى.

وفي خطوة تعكس تصاعد الاحتجاجات السياسية حول تكلفة السفر الجوي بالمغرب، وجه رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، رشيد حموني، مؤخرا سؤالا كتابيا إلى وزير النقل واللوجستيك، طالب فيه بتوضيحات عاجلة حول “الارتفاع الكبير” لأسعار تذاكر الرحلات التي تؤمنها شركة الخطوط الملكية المغربية (RAM).، حيث جاء في نص السؤال، الذي أوردته وسائل الأعلام أن أثمنة بعض الرحلات “تفوق مرتين إلى ثلاث مرات مثيلاتها لفاعلين آخرين بالنسبة لنفس اليوم ونفس الخط”، في إشارة إلى شركات الطيران منخفضة التكلفة التي توفر خيارات أقل سعرا للمسافرين.

واعتبر حموني أن هذا “الواقع يتنافى مع أهداف الاستراتيجية الوطنية لدعم النقل الجوي”، بل ويتناقض مع الدعم المالي الذي تستفيد منه الشركة من خزينة الدولة.

وتستحوذ الخطوط الملكية المغربية على نحو 23% من السوق المحلية للنقل الجوي، حسب المعطيات التي تضمنها السؤال البرلماني، إذ نقلت حوالي 7.4 مليون مسافر خلال سنة 2024، من بينهم مليون مسافر عبر الرحلات الداخلية. غير أن هذه المكانة الاستراتيجية، كما يقول حموني، “لا تُقاس فقط بعدد الطائرات والخطوط، بل بجودة الخدمات وأسعار التذاكر”.

وفي ظل الانتعاش الملحوظ الذي يشهده قطاع الطيران في المغرب، حيث سجلت حركة النقل الجوي حوالي 33 مليون مسافر خلال 2024، يتساءل المتابعون عن مدى قدرة الخطوط الملكية المغربية على مواكبة هذا النمو، لاسيما في ظل التحضير لتنظيم المملكة لكأس العالم 2030، وهو ما يستدعي شبكة نقل جوي بأسعار وخدمات تنافسية.