يعتبر القطاع الفني واحدا من القطاعات الحيوية في المجتمع، كركيزة أساسية للتعبير الفني والابتكار والترفيه.
ويواجه هذا القطاع في الآونة الأخيرة تحديات كبرى وظواهر سلبية تهدد سمعته واستقراره، وعلى رأسها ظاهرة تأسيس النقابات الفنية لأغراض الاسترزاق والابتزاز باسم الفنانين، والتي تفاشت بشكل واسع وتنخر عظامه الهشة.
والنقابات، كما هو معروف، هي تنظيمات يقوم الفنانون بتشكيلها للدفاع عن حقوقهم ومصالحهم المشتركة، ومع ذلك، فإن بعض الأفراد يستغلون هذه الهياكل التنظيمية لأغراض غير أخلاقية وغير قانونية.
وتعمل هذه النقابات الفنية المشبوهة على استغلال أسماء وسمعة الفنانين الذين يحظون بشهرة في أوساط الجمهور، لتحقيق أهداف شخصية.
وعادة ما تتورط هذه النقابات في أنشطة مشبوهة، مثل الارتزاق، حيث يتم استغلال الفنانين الرواد والشباب الذين يسعون للوصول إلى النجومية أو الاستفادة من حقوقهم، حيث يقدمون لهم مغالطات وعودا كاذبة مقابل تقديم خدمات غير مشروعة.
ومن بين الأساليب التي تستخدمها بعض من هذه النقابات المشبوهة، تلجأ إلى تهديد المؤسسات التي تهتم وتراعي مصالح الفنانين بحملات مضايقة وإشاعات سلبية، إذا لم تتواطأ معهم أو تلبي مطالبهم.
وتمثل هذه الظاهرة تهديدا خطيرا للفنانين والمؤسسات الفنية، حيث تؤثر على سمعة الميدان الفني وتعرضه للخسارة، بالإضافة إلى إضرارها بالصناعة الفنية والثقافية في المجمل، حيث تعيق الابتكار وتقيد فرص الفنانيين في تطوير مواهبهم وإبداعهم الفني.
ومن هذا المنطلق وجب دق ناقوس الخطر لهذه الظاهرة المشينة للحد منها والعمل على مكافحتها، إذ ينبغي على المؤسسات الفنية والفنانين أن يكونوا حذرين ويتخدوا الحذر عند التعامل مع النقابات الفنية، ويتعين عليهم التحقق من شرعية ونزاهة هذه الهيئات قبل التعاقد معها أو تقديم أي عون لها.
كما على السلطات المختصة والجهات الرقابية أن تتخذ إجراءات صارمة لمكافحة هذه الظاهرة، من خلال تفعيل المساطر القانونية إضافة إلى مراقبة نشاطات النقابات الفنية وفرض قوانين صارمة تنظم تشكيلها وتنشطها، وتعاقب بشدة على كل من ينتهك حقوق الفنانين والمؤسسات التي تعنى بحقوقهم.
وعلاوة على هذا، يجب أن يتم تعزيز التوعية والتثقيف بين الفنانين والجمهور بشأن هذه الظاهرة والتحذير من الممارسات الاحتيالية والابتزازية، كما ينبغي تشجيع الفنانين على البحث عن مصادر موثوقة للنصح والدعم القانوني، وعدم التردد في الإبلاغ عن أي حالة ابتزاز أو استغلال يتعرضون لها.
في النهاية، يجب أن نعمل معا كفنانين مع النقابات الشريفة ذات المصداقية، للحفاظ على سمعة واستقرار القطاع الفني والحفاظ على المكتسبات، ويجب أن يكون هدفنا النهائي هو توفير بيئة آمنة وعادلة للفنانين وضمان حقوقهم وحريتهم الإبداعية، وذلك من خلال مكافحة ظاهرة تأسيس النقابات الفنية لأغراض الارتزاق والابتزاز، وتعزيز الممارسات النزيهة والأخلاقية في صناعة الثقافة والفنون.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.